صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/305

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۳۹۹ -- واستحق لقب المؤسس الثاني للرواقية ، وتوفى سنة ٢٠٩ . .. ولم يبق لنا من كتبهم على كثرتها سوى بعض العناوين والشـذرات ، لذلك . مذهبهم بشيء من الدقة ، وأصعب منه تعيين نعيب كل منهم في مجموعه كما تعمل أمكن تركيبه . {

۸۸ - المنطق : | --- إذا أردنا أن نجمل الرواقية القديمة في عبارة واحدة قلنا إنها مذهب هرقليطس أفاد من تقدم الفكر في ثلاثة قرون . فهي تقول بالنار الحية و باللوغوس أو العقل منبنا في العالم وتسميه الله وترتب عليه النائية والضرورة الطاقة وتقيم الأخلاق على الواجب ، فتعارض الأبيقورية التي تقول بالآلية والاتفاق والحرية وتقصى الآلهة خارج العوالم وتقيم الأخلاق على اللذة . ووجه إفادة الرواقية من تقدم الفكر أنهـا اشتغلت بالمنطق أكثر وأحسن مما اشتغل أبيقوروس وأتباعه واصطنعت آراء أفلاطونية وفصلت القول في الأخلاق . والفلسفة عندها ( محبة الحكمة ومزاولتها ، والحكمة « علم الأشياء الإلهية والإنسانية » تنقسم إلى ثلاثة أقسام : العلم الطبيعي والجدل (أي المنطق ) والأخلاق . ولكن هذا التقس اعتباری فقط ، فإن العلم الطبيعي يعلمنا وحدة الوجود ، فالعقل الذي يعلم هـذا ويربط المعلولات بالعلل في الطبيعة هو الذي يربط التالي بالمقدم في المنطق ، وهو الذي يطابق بين أفعاله و بين قوانين الوجود في الأخلاق . و بعبارة أخرى النطاق صورة الطبيعة في العقل ، والأخلاق خضوع العقل للطبيعة ، بحيث أن الرجـل الفاضل طبيعي وجدلي ، وأن الطبيعي جدلى وفاضل بالضرورة ، وبحيث أن « الحكمة تشبه حقلاً أرضه الخصبة العلم الطبيعي وسياجه الجدل وتماره الأخلاق » وسيتضح ذلك من مجمل هذا الفصل .