صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/306

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

لاسد - الرواقيون ماديون ، فكل معرفة هي عندهم معرفة حسية أو ترجع إلى الحس . والأصل في المعرفة أن الشيء يطبع صورته في الحس بفعل مباشر لا بواسطة « أشباه » كما يقول الأبيقوريون ، والمعرفة التي من هذا القبيل و فكرة حقيقية ، يقينية تمتاز بالقوة والدقة والوضوح ، تحمل معها الشهادة بحقيقة موضوعها و يستحيل الخلط بينها و بين فكرة أخرى ، والأفكار الحقيقية هي الدرجة الأولى من درجات المعرفة ، يشبهها زينون باليد المبسوطة ، والدرجة الثانية يشبهها باليد المقبوضة قبضاً خفيفاً ويعنى بها التصديق الذي يقوم في النفس مجاوبة على التأثير الخارجي ، وهذا التصديق متعلق بالإرادة ولو أنه يصدر عفوا كلا تصورت النفس فكرة حقيقية . والدرجة الثالثة الفهم يشبه اليد للقبوضة تماماً .. والدرجة الرابعة والأخيرة العلم يشبه اليد مقبوضة بقوة ومضغوطاً عليها باليد الأخرى . والعلم تنظيم المعرفة الحسية أي جمع الإدراكات الجزئية وسلكها في مجموعة متسقة تصور وحدة الوجود فتكتسب بهذا الانساق يقيناً كاملاً ثابتاً أقوى من اليقين الأولى المصاحب للإحساس المفرد ، ولكن العلم لا يخرج من دائرة المحسوس ، وليست معانيه الكلية إلا آثار الإحساسات تحدث عفوا في كل إنسان دون قصد ولا تفكير ، فهي غريزية فطرية بهذا المعنى . فالعلم إذن مجموع القضايا المتعلقة بالأشياء ، و إذا اعتبرنا القضايا والحجج التي تركبها نحن بمناسبة الأشياء وصرفنا النظر عن الأشياء أفسها كان لنا على المنطلق . ح -- وكون الموجود جسميا والمعرفة حسية يستتبع أن موضوع القضية جزئي . وقد يكون معيناً يشار إليه بالبنان مثل قولنا « هذا » ، أو غير معين مثل قولنا « بعض » ، أو نصف معين مثل قولنـا « سقراط » دون إشارة بالبنان إلى شخص المسمى . والمحمول فعـل صادر عن الموضوع أو حدث عارض له مثل د سقراط يتكلم » بحيث تترجم القضية عن فعل جسم في جسم أو انفعال D . D a