صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/307

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

مجسم ، فإن لكل شيء في كل ظرف صورة واحدة بعينها هي موضوع التصديق . والجزئيات متميزة بعضها من بعض في وجودها وتفاصيل تكوينها مهما تشابهت و إلا امتنع تمييز شيء من شيء . فالقضية هي العبارة الدالة على صدور فعل عن فاعل ، وليست وضع نسبة بين معنيين كما هو الحال عند أفلاطون وأرسطو ، ولا كان العالم مجموعة جزئيات مترابطة متفاعلة كان أهم القضايا وأصدقها تعبيراً الوجود وأولاها بالعناية هي التي تتضمن نسبة بين شيئين أي بين قضيتين للترجمة عن النسب الحقيقية بين الأشياء . و بعبارة أخرى في القضايا المركبة ، و بهذه النظرية يظن الرواقيون أنهم يتفادون الصعوبة التي كان قد أثارها السوفسطائيون والسقراطيون في إمكان إسناد ماهية إلى أخرى ، وهم يهملون المفهوم والمصدق وما يترتب عليهما من عكس القضايا وقواعد القياس . ولذلك لم يعنوا بغير القياس الاستثنائي ، وهو الذي يستخرج النتيجة من قضية مركبة فيها نسبة بين حدثين أو أكثر معبر عن كل حدث بقضية حملية ، والقضايا المركبة عندهم خمس فالأقيسة خمسة : 1 ) قياس مقدمته الكبرى شرطية متصلة مثل : إذا كان النهار طالعاً فالشمس ساطعة ، والنهار طالع ، إذن فالشمس ساطعة ٠ ٢ ) قياس مقدمته الكبرى شرطية منفصلة مثل : إما النهار طالع و إما الليل محيم ، والليل مخيم ، إذن فليس النهار طالما ، أو والنهار طالع ، إذن فليس الليل ما ٣٠ ) قياس مقدمته الكبرى فيها تقابل بالتضاد أو بالتناقض مثل : ليس بصحيح أن يكون أفلاطون قد مات وأن يكون حيا ، ولكن أفلاطون قد مات ، إذن ليس أفلاطون حيا ، أو ولكن أفلاطون حي ، إذن ليس بصحيح أن أفلاطون مات . 4 ) قياس قضيته الكبرى سببية مثل : من حيث أن الشمس ساطعة فالنهار موجود . ه ) قضيته الكبرى فيها مفاضلة مثل : زيد أعلم أو أقل - وبالجملة هذه الأقيسة تربط حدثين أو تفرق بينهما . والقياس عمرو