صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/309

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

م ۳۰ ساله انتشار البخور في الهواء والخمر في الماء بحيث يؤانان « مزيجا كانيا » فيوجدان سا في كل جزء من مكانهما دون أن يفقدا شيئا من جوهرها وخواب..ا . هما بمثابة الهيولى والصورة عند أرسطو ، إلا أن الصورة بسيطة والنفس شيء جسمى يوجد في المكان بالذات . و بتفاوت التوتر بتفاوت التماسك وتتفاوت الشخصية أو الفردية في الأجسام . والنفس الحار هو في الحيوان والإنسان نفس أي مبـدأ الحركة الذاتية الصادرة عن نزوع حركه تصور ، فبهذا المعنى ليس للنيات نفس إذ ليس له تصور ولا حركة ذاتية من هذا القبيل . والحركة النزوعية في الحيوان تصدر عن التصور بالذات ، أما في الإنسان فإن النفس أن تتدبرها ، إن قبلتها صدرت و إن رفضتها بطلت . والقبول والرفض ميسران للإنسان بفعل العقل ، والإنسان عاقل من دون الحيوان . ب – وحكم العالم بأجمعه حكم أي جسم ، فالعالم حي له نفس حار هو نفس عاقلة تربط أجزاءه وتؤلف منها كلا متماسكا . فالحرارة أو النار هي المبدأ الفاعل ، والمادة المبدأ المنفعل . كانت النار في الخلاء اللامتناهي ولم يكن عداها شيء ، وتوترت فتحولت هواء ، وتوتر الهواء فتحول ماء ، وتوتر الماء فتحول تراباً وانتشر في الماء نفس حار ولد فيه « بذرة مركزية ، هي قانون العالم « لوغوس » بمعنى أنها تحوى جميع الأجسام وجميع بذور الأحياء منطوية بعضها على بعض أو كامنة بعضها في بعض بحيث أن كلي فهو « مزيج كلي » من ذريته جمعاء . فانتظم العالم بجميع أجزائه دفعة واحدة وأخذت الموجودات تخرج من كمونها شيئاً فشيئاً وما تزال تخرج بقانون ضروري أو « قدر ، ليس فيه مجال للاتفاق ، و إن نظام الطبيعة ليدل على أنها ليست وليدة الاتفاق ولا الضرورة العمياء بل الضرورة العاقلة ، فكل ما يحدث فهو مطابق للطبيعة الكلية ، ونحن إذ نتحدث عن أشياء مخالفة للطبيعة إنما تنظر إلى طبيعة موجود معين وتفصله عن المجموع -- ( 2 $