صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/310

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-~-~ ست ولكن النار تعود فتخلص بالتدريج من العناصر الأخرى فلا تأتى « السنة الكبرى ، حتى يكون قد تم الاحتراق العام . ثم يسود الدور على نفس النسق بنفس الموجودات ونفس الأحداث ، وهكذا إلى غير نهاية . - فالعالم قديم ولكن نظامه حادث ( خلافا لما ذهب إليه أرسطو ) فإن الملاحظة تدل على أن سطح الأرض يتساوى باستمرار والبحر ينحسر باستمرار ، ولو كان نظام العالم قديماً لكانت الأرض قد صارت مسطحة ولكان البحر قد نضب . ثم إنا نرى جميع جزئيات العالم تفسد فكيف لا يفسد مجموعه ؟ وثالثاً إن كثيرا من الفنون والصناعات الضرورية للإنسان والتي وجدت معه في وقت واحد لضرورتها ما تزال في أوائلها فلا يمكن أن يرتقى النوع الإنساني إلى عهد بعيد . - والعالم جسم كامل كرى كله وجود أي ملا ، وخارجه إلى مالا نهاية اللاوجود أي الخلاء . أما أجزاؤه فليست كاملة لأنها لا توجد بذاتها ولذاتها ، ولكنها تتعلق بالكل . -- والعالم واحد بوحدة القوة المحالة فيه ، يحده فلك الثوابت وتزينه الكواكب وهي أحياء عاقلة تدور بالإرادة ، والهواء مأهول بأحياء غير منظورة هي الآلهة والجن ، والأرض ثابتة في المركز إما لأن الهواء يضغطها من كل جانب فتثبت كما تثبت حبة الذرة في وسط الأنبوبة النفوخة ، و إما لأن ثقلها على صغرها يوازي ثقل بقية العالم و يوازنه ، ولما كان العالم واحداً كانت جميع أجزائه مترابطة متضامنة تنتقل الحركات بينها رغم المسافات كما تنتقل الحركة في الحيوان من جزء إلى آخر . والتأثيرات السماوية علة الأحداث الأرضية تتناول المعلولات الكلية ، وهي فصول السنة ، والمعلولات الجزئية بالتفصيل على مايبين علم التنجيم .. وكان هذ العلم قد انتشر منذ القرن الثالث ، فاشتغل به الرواقيون واشتغلوا بالعرافة وتعبير الأحلام . ا و -- والعالم إلى بالنار التي هي العلة الأولى والوحيدة ، و بما فيها من عقل ل