صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/312

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۳۰۶ --- ومن جهة أخرى تحن نجهل العلة التي تحتم الفعل ، فالفعل بالإضافة إلينا غير محتوم ولنا أن تعمل كأننا أحرار . ۹۰ - الأخلاق : www تنتجه الطبيعة إلى غاياتها عفواً دون تصور ولا شعور في الجاد والنبات ، و بالتريزة مع تصور وشعور في الحيوان ، وتتخذ في الإنسان طريقاً آخر هو العقل أكمل الطرق لتحقيق أسمى الغايات . فوظيفة الإنسان أن يستكشف في نفسه العقل الطبيعي وأن يترجم عنه بأفعاله أى أن يحيى وفق الطبيعة والعقل . وقد وهبتنا الطبيعة حب البقاء ميلاً أساسيا يهدينا إلى التمييز بين ما هو موافق لهـا وما هو مضاد ، فنحن نطلب ما ينفعنا ومجتنب ما يضرنا بالطبع عملاً بهذا الميل الأولى . ، . ومن الخطأ القول مع الأبيقور بين أن الميـل الأولى منصرف إلى اللذة فما اللذة إلا عرض ينشأ حين يحصل الكائن على ما يوافق طبيعته و يستبق كيانه . و إلى جانب هذا لليل العام وهبتنا الطبيعة ميولاً خاصة كلها طيبة وموضوعاتها موافقة للطبيعة . وبالعقل يدرك الإنسان الحكيم أنه جزء من الطبيعة الكلية ، وأن حبه للبقاء متصل بإرادة الطبيعة الكلية أن تبقى وتابع لها ، فيضع الحكمة والخير بمعنى الكلمة في مطابقــة إرادته للإرادة الكلية ، ويعتبر الموضوعات الخارجية منافع وأضدادها مضار ، ولا يراها جديرة بأن تسمى خيرات وشرورا . فإن هاته الموضوعات أشياء جزئية متعلقة بالطبيعة الجزئية التي تشتهيها ونسبية إليها . أما الإرادة الصالحة فشيء مطلق كالإرادة الكلية ومدرك بالمقل ، وهانان صفتان تميزان الخير مما عداه . والخير مغاير بالكيف للموضوعات الجزئية لا بالكم فلا ينال بجمع بعضها إلى بعض أو بزيادتها إلى نهاياتها القصوى ، وهو مدوح ، وهي لا تمدح مستقلة عنه ، وقد تعرض للحكيم ظروف تعرفه عنها دون لذاته