صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/315

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ر معرفة و بإشادتها طوال مدة تربيتهم باللذة والمال والكرامة باسان الأهل والمرضعات والمعلمين والشعراء والفنانين ، فتتقلب الميول اتمالات وأهواء أي ميولاً مضادة للمقل تزعج النفس وتحول دون الفضيلة والسعادة . وليس الانفعال أو الهوى الإحساس اللاذ أو المؤلم الحادث في النفس عن الأشياء ، ولكنه قبول النفس لهذا الإحساس . والفرق بينهما كالفرق بين الألم والحزن أو بين الاذة والغبطة فإن الحزن والغبطة موقفان للإنسان بما هو عاقل بإزاء الألم واللذة اللذان عما حالان له بما هو حاس ، فالانفعال صادر عن رضى النفس أو تغيرها بإزاء إحساس ما أو حدث ما أي أنه حكم : مثال ذلك ليس حكمنا بأن « موت الصديق مصيبة » هو الذي يحرك النفس بل الحكم بأنه « من اللازم أو اللائق أن تحزن لهذه المصيبة ، بحيث إذا أردنا أن نستبعد الحزن وجب أن نستبعد هذا الحكم لا الحكم الأول ، وقس على ذلك سائر الانفعالات ، فالانفعالات مخالفة للطبيعة والعقل من هذه الناحية ومن ناحية المبالغة فيها واضطراب النفس بها . وهي جميعاً رديئة يجب استئصالها ، وهي أمعن في عدم المعقولية فإن زيادتها و نقصانها مستقلان عن الحكم إلى حد ما ، إذ ترى الحزن مثلا أشد عند قرب العهد بالحكم منه بعد تقادمه ، وقد ينمو الانفعال ويرسخ فيصير مرضاً في النفس يتعذر علاجه وهـذه أدنى الشركات ...... فالرواقيون يعودون إلى رأى سقراط أن الفضيلة علم والرذيلة جهل ، و يقولون إن الانفعال صادر عن قوة غير عاقلة أو أنه العقل يصير غير عاقل بتراخي النفس وجريها مع الميل للسرف والحكم الكاذب . واسكن كيف يمكن مثل هذا الحكم وكل ما في الطبيعة صادر عن النقل الكلى صدورا ضروريا ؟ . . . ا . . و – إذا العصر الخير في الإرادة وكانت الأشياء لا خيرا ولا شركا تتهم أن الأخلاق والقوانين المختلفة بين الشعوب عرفية بحتة كما كان يقول السوفسطائيون والكلبيون ، أما الاجتماع في حد ذاته فمطابق للطبيعة صادر عن الأسرة ، وهي