صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/316

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

جماعة طبيعية ، بامتداد التعاطف إلى خارج نطاقها خلافاً لما يقول أبيقوروس . ولا ينبغي أن يقف هذا التعاطف عند حد ، و ، ولا أن يتفرق الناس مدنا وشعوبا لكل منها عصبيته وقانونه ، فإنهم جميعاً إخوة ليس بينهم أسياد وعبيد ، وهم جميعاً مواطنون من حيث أنهم متفقون في الماهية وموجودون في طبيعة واحدة هي أسهم وقانونهم . فرطن الحكيم الدنيا بأسرها ... وما أبعدنا عن أفلاطون وأرسطو ! – ويقوم الحكيم بجميع وظائف المواطن ، بخلاف ما يريده الأبيقوريون ، فيؤمس أسرة ويعنى بالسياسـة ، ولكنه لا يثور على النظام القائم ولا يحاول تحقيق مدينة مثلى بل يعتبر النظم السياسية سواء ويجتهد في حسن التصرف بها . ه ... ولقد كانت الرواقية مدرسة فضيلة وشم وشجاعة وإن لم يخل أصحابها من الشجب وحب الظهور يذهبان ببعضهم أحيانا إلى حد الانتحار إظهاراً لشجاعتهم وفضيلتهم ، مع أن مبادئهم تستوجب إنكار الانتحار واعتباره مناقضا محب البقاء وثورة على الطبيعة الكلية التي وهبتنا ذلك الميل الأساسي . وعرفت المدرسة عصراً ثانياً هو « الرواقية المتوسطة » في القرنين الثاني والأول قبل الميلاد أهم رجاله أسيويون كذلك من طرسوس وسلوقية وصيدا ، خلف بعضهم الزعماء الأولين في مسائل ثانوية . ثم عصرا أخيراً رومانيا هو « الرواقية الجديدة » في أيام القياصرة ، أشهر أسمائه سنيكا وأبيقتاتوس والإمبراطور مرقس أوراليوس ، وهم الرواقيون الوحيدون الذين وصلت كتبهم إلينا كاملة ، وهي متأخرة أربعة قرون على تأسيس المدرسة . وبعد ذلك لم تعدم المدرسة أتباعاً متفرقين ، ونحن مجد في رسائل إخوان الصفاء كثيراً من الآراء الرواقية في وحدة الطبيعة وفي القدر والحرية والأخلاق والتنجيم . ونحن نرى أن مذهب أسبينوزا ما هو إلا المذهب الرواق في ثوب ديكارتي ، وأن الأخلاق عند كنط هي الأخلاق الرواقية ، ی D