صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/319

الطبيعي وعنى بالرد على أصحابهما كما سيفعل المنتمون إليه في عهد متأخر . ۲ ... الأكاديمية الجديدة أو مذهب الاحتمال . أرقاسيلاس وقر نيادس ا - قبل هذا العهد و إلى جانب تلاميذ بيرون مجد الشك في مدرسة كانت تظن أبعد المدارس عنه هي مدرسة أفلاطون ، وأول من قال به من رجالها أرقاسيلاس ( 316 -- ٢٤١ ) ونهجت المدرسة نهجه إلى منتصف القرن الأول قبل الميلاد فعرفت لهذا العهد بالأكاديمية الجديدة . ولد أرقاسيلاس في إيولية وجاء أثينا فاستمع إلى ثاوفر اسطس ثم اختلف إلى الأكاديمية وتقي فيها وترأسها من سنة ٢٦٨ إلى وفاته . وكان على جانب عظيم من البراعة الخطابية والمقدرة الجدلية فتقاطرت عليه جماهير التلاميذ . وقد كان يناقش ولا يكتب لأنه أراد أن يعود إلى منهج سقراط في الجدل وتصنع الجهـل أو إلى منهج أفلاطون الذي. عادته أن يناقش القولين المتناقضين في قضية واحدة وأن يستعمل صيغاً من شكية مثل « يلوح وقد يكون ، وما إلى ذلك . --- وجه همه إلى منازلة زينون وأصحابه وزعزعة ثقتهم باليقين فهاجم نظرية « الفكرة الحقيقية ، فأنكر أولا أن يقع التصديق على فكرة وهو إنما يقع على قضية ؛ وقال ثانياً إن لدينا تصورات قوية واضحة ليست حادثة عن شيء كما يتبين من أخطاء الحواس وخيالات المنام وأوهام السكر والجنون ، فليس لدينا وسيلة التمييز بين الفكرة الحقيقية وغير الحقيقية وليس هناك علامة للحقيقة . وإذا كانت التصورات سواء كانت المحكمة في تعليق الحكم على الشيء في ذاته . غير أن من الأراء ما يبدو معقولاً ومن الأفعال ما يبدو مستقيما ، هي تلك التي يمكن الدفاع عنها بعد استعراض الحجج المؤيدة لها والمعارضة ، دون أن يؤخذ هذا الدفاع برهانا على مطابقتها لحقيقة ممتنعة الإدراك .. فأرقاسيلاس كان احتماليا أو مرجحاً يعتقد بالعقل في هذه الحدود سكان -