صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/320

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

هذه الناحية عن بيرون وتلاميذه الذين كانوا يخضعون للمادة فيختلف من والقانون المرعى خضوعاً أعمى ، ويحتفظ بشيء من سقراط وأفلاطون . وتوالى على المدرسة زعماء ثلاثة نحوا هذا المنحى ولم يزيدوا شيئا . وجاء بعدهم قرنيادس ( ٢١٤ ---- ۱۲۸ ) . نشأ في قورينا ودخل الأكاديمية ثم صار زعيمها قبل سنة 156 إلى وفاته . ومما يذكر عنه أن أثينا كانت قد خربت مدينة أوربة فقضى عليها مجلس الشيوخ الروماني بغرامة ... وكان قد صار الحكم بين المدن اليونانية بعد فتح اليونان سنة ١٤٦ -- فأوفد الأثينيون إلى روما سفراء ثلاثة يدافعون عن قضيتهم اختاروهم من ثلاث مدارس فلسفية : واحد رواق وآخر أرسطوطالي وثالث أكاديمي هو قرنيادس ، فكان لخطبهم تأثير كبير في المجلس وفي الجمهور ، وخطب هو الجمهور يومين متواليين أورد في اليوم الأول الحجج المؤيدة للأخلاق ، وفي اليوم الثانى الحجج المعارضة ، فكان إعجاب القوم بالخطبة الثانية أعظم ، وخافت السلطة على العقائد الموروثة ، فطلبت إليه أن يبرح المدينة . ( 2 - لم يكتب ولكنه جادل . جادل الرواقيين على الخصوص وأنكر أن تكون هناك علامة الحقيقة . نقـــد الحواس والعقل والعرف ، وقال بالاحتمال والترجيح ، ووضع لذلك ثلاثة شروط . الأول : الانتباه ، فكل ما انتبهنا إليـه من التصورات و بدا واضحاً قويا صدقناه الاحتفاظ برأينا أنه قد يكون كاذباً مع أي اعتبرناه محتملاً . الشرط الثاني : عدم تناقض التصورات ، مثال ذلك إذا أبصرت شخصاً فإنى أبصر وجهه وقامته ولونه وحركاته وثيابه والأشياء المحيطة به ، فإذا اجتمعت هـذه كلها صدقت الرؤية أي اعتبرتها محتملة ، أما إن غاب بعضها فقد وجب على الحذر . الشرط الثالث : امتحان التصورات في جميع تفاصيلها ، مثال ذلك إذا أبصرت حيلا وظنته ثمياناً فإنى أضربه بالعصا فأعلم ما هو .