صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/321

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۳۱۵ - بهذه الشروط نستطيع أن نطمئن إلى التصور ، ولكنها لا تخولنا الحق في الحكم على الشيء في ذاته . هي محك للتصور فقط ، والاحتمال المستند إليها معادل عمليا الحقيقة الممتنعة الإدراك . ۹۳ - الشك الجدلى : أناسيداموس وأغربا ا -- وتوالى تلاميذ بيرون من جهتهم يحاكون أستاذهم إلى أن قام أناسيداموس فوضع المذهب وضا عليا ودعمه بالحجج . ولسنا ندرى زمانه بالضبط فإنه يتراوح بين أوائل القرن الأول قبل الميلاد وأواخر القرن الأول بعده . وكل ما يقال عنه أنه على بالإسكندرية في وقت غير معين ، وتذكر له كتب لم تصل إلينا . أما آراؤه فمروية في الكتب القديمة وتلخص فيما يلى : انتمى صراحة إلى ميرون ، وميز الشكاك من الأكاديميين بأن هؤلاء يقولون أن لا شيء محقق ثم يفرقون بين المحتمل وغير المحتمل والخير والشر والحكمة والحماقة فيقعون في التناقض ؛ أما الشكاك فلا يوجبون ولا يسلبون أصـلا . وأورد حججاً عشراً التبرير تعليق الحكم في المحسوسات وثلاث حجج ضد العلم - . وهذه هي الحجج العشر جمعها من قدماء الفلاسفة ومن الأكاديمية الجديدة : الأولى أن اختلاف الأعضاء الحاسة في الحيوان والإنسان يستتبع أن لكل نوع إحساساته الخاصة ؛ فالرؤية مثلا تختلف باختلاف تركيب العين ، ويختلف اللمس باختلاف جلد الحيوان فإن منه الغطى بصدف أو ريش أو قشر أو شعر ، ويختلف الذوق باختلاف رطوبة اللسان ويبوسـته . و إذن فلنا أن نقول عن الشيء المدرك بالحواس إنه يبدو لنا كذا لا أنه كذا في ذاته ، إذ t لا يسوغ لنا أن نفرض أن إحساساتنا أصدق من إحساسات الحيوان . الحجة الثانية أن اختلاف الناس جسماً ونفساً يتتبع اختلاف إحساساتهم