صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/323

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۳۱۷ سب وفي ضوء المصباح ، ونحن لا ندرك الأشياء إلا بواسطة أعضاء الحواس ، وامتزاجها بالأعضاء يفسد الإدراك كما رأينا في الحجة الرابعة ، فكيف السبيل إلى إدراك الشيء في نفسه مع استحالة فصله عما يحيط به ؟ ... الحجة السابعة أن الأشياء تبدو لنا باختلاف على حسب الكمية ، فمثلاً قرن الممرى يبدو أسـود بينها قشوره تبدو بيضاء ، وحبة الرمل تبدو خشنة بينها كومة الرمل تبدو رخوة ، والنبيذ يقوينا إذا تعاطيناه باعتدال ويضعفنا إذا أسرفنا . - الحجة الثامنة أن كل شيء نسبي بالإضافة إلى الأشياء المدركة وإلى الشخص المدرك ؛ فالشيء ليس إلى اليمين أو اليسار إلى أعلا أو أسفل بنفسه بل بالنسبة إلى شيء آخر ، وكذلك الكبير والصغير والأب والابن ، فليس شيء مدركا في نفسه . - الحجة التاسعة أن الأشياء تبدو لنا باختلاف على حسب ا المألوف والنادر ؛ فالنجم المذنب يدهشنا لندرته ، ولولا أنا نرى الشمس كل يوم لكانت تبدو مخيفة ، فليست صفات الأشياء هي علة أحكامنا عليها بل كثرة ورودها أو ندرته . الحجة العاشرة اختلاف العادات والقوانين والآراء ؛ فالمصريون يختطون الموتى والرومان يحرقونهم وبعض الشعوب يلقيهم في المستنقعات ، و يجيز الفرس زواج الأبناء من أمهاتهم و يجيز المصريون زواج الإخوة من أخواتهم ويحظر القانون اليوناني كل ذلك . واختلافات الأديان ومذاهب الفلاسفة وقصص الشعراء معلومة للجميع . وإذن فكل ما نستطيع أن نقوله هو أن الناس رأوا أو يرون كذا أو كذا أي ما بدا أو يبدو لهم حقا لا الحق في ذاته وهذه الحجج أنواع يمكن ردها إلى واحدة هي حجة النسبية نعتبرها جنساً عالياً تحته أجناس ثلاثة : جنس خاص بالشخص المدرك يشمل الحجج الأربع الأولى ، وجنس خاص بالموضوع المدرك يشمل الحجتين السابعة والعاشرة ، وجنس خاص بالشخص والموضوع جميعاً يشمل الخامسة والسادسة والثامنة والتاسعة .