صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/324

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ونقده للعلم يعتبر أثره الخاص في المذهب ، وكان لا بد من ، ليتم له قوله بتعليق الحكم . وتعريف العلم أنه معرفة الملل بالظواهر ، فله حجة تبطل المعرفة بمعنى أنها معرفة الحقيقة ، وأخرى تنقد العلية ، وثالثة تنفى إمكان التأدى من الظواهر إلى الملل : فالحجة الأولى تقول إن وجدت الحقيقة فهي لا تخلو أن تكون إما محسوسة و إما معقولة ، ولكنها ليست محسوسة لأن كل ما هو محسوس فهو مدرك بالحس وليست الحقيقة مدركة بالحس لأن الإحساس بذاته خلو من البرهان وليس يمكن إدراك الحقيقة دون برهان فليست الحقيقة محسوسة . وهي ليست معقولة و إلا لم يكن شيء محسوس حقيقيا وهذا باطل . . الحجة الثانية : لا يستطيع الجسم أن يحدث جساً إذ يستحيل أن يحدث شيء شيئاً لم يكن موجوداً وأن يصير الواحد اثنين ، ولا يستطيع اللاجسمي أن يحدث لا جسميا وذلك لنفس السبب ولسبب آخر هو أن الفعل والانفعال يقتضيان التماس واللاجسمى منزه عن التماس فلا يفعل ولا ينفعل ، ولا يستطيع الجسم أن يحدث لاجسميا ولا اللاجسمي أن يحدث جما لأن الجسم لا يحتوى طبيعة اللاجسمى اللاجسمى لا يحتوى طبيعة الجسم فالعلية متعة . -- الحجة الثالثة : يذهب الناس عامتهم وخاصتهم إلى أن الظواهي علامات العلل الخفية ، ولكن الظواهي أو العلامات تظهر واحدة للجميع ولا يفسرونها على نحو واحد ، مثـل أعراض الأمراض تظهر للأطباء و يختلفون في تأويلها ، والاختلافات كثيرة من هذا القبيل فلا تفيدنا في جميع فروع المعرفة ، فالعلم ممتع . و --- وكان لأناسيداموس أتباع لم يحفظ التاريخ شما عنهم أسماؤهم ، واحد فقط نعلم أقواله ونجهل زمانه وأحواله هو أغريبا يوضع في القرن الأول أو الثاني للميلاد . له خمس حج : الأولى تناقض الفلاسفة فيما بينهم وفيا بينهم و وبين العامة . ... الثانية نسبية أحكامنا إلينا أو بعضها إلى بعض .