صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/326

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ا موزعة على ثلاثة أقسام : ضد المناطقة وضد الطبيعيين وضد الخلقيين ، وهو ينبه إلى أن دحض أصحاب الميقين لا يعني البرهان على أنهم مخطئون ( فإن مثل هذا البرهان حكم موجب ) ولكنه يعنى أنهم غير محقين أو بالأحرى أنه يمكن دائماً معارضة أقاويلهم بأقاويل معادلة لها قوة . ومما يذكر من حججه ضد الناطقة نقده للقياس والاستقراء ، فهو يقول عن القياس : إن المقدمة الكبرى وكل إنسان فهو حيوان ، لم يقلها القائل إلا لعلمه أن سقراط وأفلاطون وديون هم أناسي وحيوانات في آن واحد ، فإذا أضاف قوله « وسقراط إنسان إذن فقراط حيوان و كان هذا منه مصادرة على المطلوب ب الأول لأن القضية الكبرى الكالية لا تكون صادقة إلا إذا كانت النتيجة معلومة من قبل ( ٥٠ ب ) . - ويقول عن الاستقراء إنه إذا لم يتناول سوى بعض الجزئيات كانت نتيجته الكاية غير منطقية لعدم جواز الانتقال من البعض إلى الكل ، ولا يمكن أن يتناول جميع الجزئيات لأن عددها غير متناه ، فالاستقراء تاما كان أو ناقصاً ممتنع ( ٥٠ و ) ، ، والبرهان بنوعيه ( قياس واستقراء ) ممتنع . - أما القسم الإيجابي فلم يعرضه صراحة ولكنه ظاهر من عباراته فهو يقول : « لسنا نريد معارضة الرأى العام ولا الوقوف جامدين بإزاء الحياة » و يدل على وسيلة تجريبية خلو من كل فلسفة وكافية للحياة وهي ترجع إلى ثلاثة أمور : (1) الشاك يتبع الطبيعة فيأكل عند الجوع ويشرب عند العطش ويلبي سائر الحاجات الطبيعية كما يفعل كافة الناس . (۲) والشاك يتبع القوانين والعادات لأنها مفروضة عليه . (3) والشاك يدرك الظواهر وترابطها فيكتسب تجربة تؤدي به عفوا إلى توقع بعضها عند حدوث بعض ، وكل ذلك بناء على ملاحظات كثيرة شخصية أو متواترة ، فيحصل بذلك على الفن أي على جملة نتائج الملاحظات في موضوع ما ، فيأخذ بهذه النتائج غفلا مما يعتمد عليه أصحاب اليقين من مبادى D