صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/330

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

والاتحاد به لا الوقوف عند معرفة الله بواسطة العالم ( وهـذا حظ الأكثرين ) أو معرفة الله بالوسيط ( وهذه درجة أرقى ) . – فإذا ما أردنا أن نقبين ماهية هؤلاء الوسطاء اعترضنا تعدد النصوص وتباينها : فاللوغوس هو تارة الوسيط الذي خلق الله العالم به كما يصنع الفنان بآلة والذي نعرف الله به والذي يشفع لنـا عند الله . وهو طورا ملالك الله المذكور في التوراة أنه ظهر للآباء وأعلن إليهم أوامر الله . وهو مرة قانون العالم وقدره على مذهب هرقليطس والرواقيين ، ومرة أخرى هو المثال والنموذج الذي خلق الله العالم على حسبه كما يقول أفلاطون . وغير ذلك كثير ، أما « القوات » فهو تارة يردها إلى المثـل الأفلاطونية وطوراً يتصورها روابط تشد الأشياء وتوحدها على رأي الرواقيين . وحينا هي درجات صعود النفس إلى الله وحيناً آخر هي صفات الله . 96 – أفلوطين : ! - من الإسكندرية أيضاً خرج أفلوطين أكبر مجددي الأفلاطونية . ولد في ليقو بوليس من أعمال مصر الوسطى سنة ٢٠٥ ميلادية ، وبقى بها إلى الثامنة والعشرين ، ثم قصد إلى الإسكندرية وتتلمذ لأمونيوس الملقب بسا كاس أي الحال لأنه كان حمالاً قبل أن يشتغل بالفلسفة . وأمونيوس هو المؤسس الحقيق للأفلاطونية الجديدة كمذهب فلسفي.. نشأ مسيحيا ثم ارتد إلى الوثنيـة اليونانية . ولسنا ندري عنه شيئا كثيرا فإنه لم يدون آراءه ، ولم يصلنا تفصيلها . إنما يقال إنه كان يوجه همه إلى خلق حياة روحية في تلاميذ قليلين مختارين . وظل أفلوطين بأخذ عنه إحدى عشرة سنة . ثم أراد أن يقف على الأفكار الفارسية والهندية ، فالتحق بالجيش الروماني المجرد على فارس . ولكن هذا الجيش بعد أن طرد الفرس من سوريا انهزم في العراق ، فلجأ أفلوطين إلى أنطاكية