صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/332

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۳۳۹ - ب ) . والركن الثاني النموذج الحي بالذات الحاوى جميع المثل ، الثالث النفس العالمية ( 35 -- 1 ) . والرابع المادة . فأفلوطين يضع م كذلك « أقانيم أربعة » أي أربعة جواهر أولية : « الواحد » أو الأول ثم ثلاثة صادرة على النحو الآتى في : العقل فالنفس فالمادة . وهو يبرهن على وجودها بالجدل الصاعد وبين الصدور بالجدل النازل . فمن الوجه الأول يقول مع الرواقيين إن تفاوت الموجودات في الوجود تابع لدرجة توترها واتحاد أجزائها ، ولكنه ينكر قولهم إن اتحاد أجزاء المادة يتم بمادة فإن من شأن المادة التفكك والتشتت ، و يذهب إلى أنه يجب تصور وحدة الموجود على مثال وحدة العقل والعلم ؛ فإن المسلم واحد مع تألفه من قضايا كثيرة لأن كل قضية فهى تحتوى على سائر القضايا بالقوة فأجزاء العلم متحدة غير منفصلة بفضل وحدة العقل الذي يدركها . فالنظر في معنى الوجود وفى ضرورة وحدته يؤدي بنا من الجسمى إلى اللاجسمى . والوجود الحقيقي هو التأمل والفكر الذي يرد الكثرة إلى الوحدة . وكل موجود لا يكون اتحاد أجزائه تاما فهو يقتضي فوقه اتحاداً أتم . وعلة الوحدة في الموجود الأدنى هي تأمله المبدأ الأعلى فإن الحيوان والنبات وكل موجود إنما يحصل على صورته بحسب تأمله مثاله ونموذجه المعقول . والطبيعة كلها تتأمل النموذج الذي تحاول أن تحاكيه تأملاً صامتاً لا يقارنه شعور ، وفوق الطبيعة النفس علة وحدة الطبيعة كما أن النفس الجزئية علة اتحاد أجزاء الجسم الحى ، وفوق النفس الكلية العقل موضوع تأملها وعلة وحدتها فإن المقولات مترابطة متضامنة وتقتضى عقلا كليا يحويها ويدرك ترابطها ، وفوق العقل « الواحد ، الذي لا كثرة فيه ألبتة والذي هو رباط الأشياء جميعا (1) .


(۱) انظر الرسالة الثامنة من التاسوعة الثالثة ، والرسالتين الأولى والسادسة من التاسوعة الخامسة ، والرسالتين الثامنة والناسعة من التاسوعة السادسة ، ومواضع أخرى كثيرة .