صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/333

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ء 4 - من الوجه الثاني أي بالجدل النازل(۱) نبدأ بالواحد أو الأول وهو بسيط ليس فيه تنوع . ليس هو الوجود ( لأن الوجود معين أي ماهية محدودة ومعقولة ) ، و إنما هو مبدأ الوجود ووالده والوجود بمثابة ابنه البكر ، فهو الأشياء جميعاً ( لأنه يحويها بالقوة ) دون أن يكون واحدا منها ( من حيث أن ليس فيه تعيين أو تمييز وأنه يظل في ذاته إذ يعطيها الوجود ) . وهو كامل لا يفتقر إلى شيء ، ولما كان كاملاً فهو فياض ، وفيضه يحدث شيئاً غيره ، فيتوجه الشيء المحدث نحوه ليتأمله فيصير عقلا ( أي يصير الأقترم الثاني الذي هو وجود وعقل وعالم معقول ، فما هو غير معين في الأول يتعين في الثاني ، والثاني حلو المثل الكلية أي الأجناس والأنواع ومثل الجزئيات أيضا وإلا لكان العالم المحسوس أغنى من العالم المعقول وهذا محال ) . ولما كان العقل شبيها بالواحد فإنه يفيض قوته فيحدث صورة منه في النفس الكلية ، وتتوجه النفس نحو العقل الصادرة عنه وتفيض فيوضاً كثيرة ( لا فيضاً واحداً كالأول والعقل ) فتلد نفوس الكواكب ونفوس البشر وسائر المحسوسات . فالأشياء جميعاً بمثابة حياة تمتد في خط مستقيم من أعلا إلى أسفل ، وكل نقطة من نقط هذا الخط تختلف عن غيرها ولكن الخط كله متصل . ( والعالم المحسوس حيوان كبير أو إنسان كبير ، والنفس علة حركاته الكلية أي حركات الأجرام السماوية ؛ لأن الحركة الدائرية تما كى حركة النفس على ذاتها ، والنفس الكلية وسـط بين العالمين المعقول والمحسوس تتأمل الأول وتدير الثاني ، أو بعبارة أدق تدبر الثاني بتأمل الأول ) . والمادة آخر مراتب الوجود قبل ظلمة السدم ، وهي وجود مطلق ( لا وجود ناقص له نسبة . (1) أنظر الرسالة الثانية من التاسوعة الخامسة وهي ملخص الذهب . أخذنا منها أهم القضايا ووضعنا لها شروحا بين أقواس ، وهذا الشرح معتمد من مجموع الرسائل .