صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/334

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

D PA- اتحاد ا للصورة كما عند أرسطو ) ، وهى مع ذلك غير معينة ، فلا يوجد المادة والصورة وإنما الشيء المحسوس عبارة عن انعكاس الصورة على المادة دون أن يؤثر هذا الانكاس في المادة ، كما أن الضوء لا يؤثر في الهواء . وهذا القصور عن قبول الصورة والاحتفاظ بها وعن الاتصاف بأي صفة هو الشر بالذات وهو أصل الشرور التي تلحق العالم المحسوس . واتصال النفس بالمادة هو كذلك أصل نقائصها وشرورها . فلا يكون التطهير بإخضاع المادة بل بالخلاص منها والعودة إلى حال النفس الأول.. والفلسفة وسيلة النفس في صعودها حتى تصل إلى الأول الواحد ، ولكنها لا تصل إليه بحدس عقلى من حيث أن المعين وحده هو الذي يمكن أن يكون موضوع إدراك -- بل بنوع من « التماس » لا يوصف ولا يصدق عليه أنه معرف ه معرفة ولا يميز فيه بين عارف ومعروف لأنه عبارة عن اتحاد تام وغبطة بهذا الاتحاد ، وليس يستطيع أن يبين عن هذه الحال إلا الذين ذاقوها وهم قليل وهى نادرة عندهم(۱) وهم لا يه لا يستطيعون التحدث عنها إلا بالرجوع للذاكرة إذ أنهم في حال الاتحاد يفقدون كل شعور بأنفسهم ، وهذا هو الانجذاب وهو أرفع من العقل والفكر وفى هـذا يفترق أفلوطين عن أفلاطون ( فيها يفترق ) فإن أفلاطون بتوجهه إلى مثال الخير ومثال الجمال كان يرى إلى إدراك أسمى المعقولات ، أما أفلوطين فيريد أن يجاوز المعقول والإدراك إلى الاتصال والاتحاد بما لا مجال فيه لتعيين وتمييز وهو بهذا يخرج على الفلسفة العقلية ويشايع الأفكار الهندية على أنه بوضعه الواحـد اللامعين في رأس الوجود ومحاولته استخراج py -- . (1). وأفلوطين نفسه لم يبلغ إليها سوى أربع مرات فيا يروى فورفوريوس نقلا عنه في ف ۲۳ من ترجمته له (۲) انظر بالأخص الرسالة المناسعة من الاسوعة السادسة .