صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/335

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الأشياء منه بالتدريج كان أميناً لموقف قديم متصل في الفلسفة اليونانية : ألم يقل أنكسيمندريس باللامتناهى ، وهرقليطس بالنار الإلهية ، وبارمنيدس بالكرة التي هي وجود محض ، وأنبا دوقليس بالكرة الأصلية الإلهية ، وأنكساغوراس بالمزاج الأول ؟ فأفلوطين فهم مثلهم أن تفسير الوجود يقوم ببيان التدرج من اللامعين إلى المعين . وكانوا قد وضعوا لهذا الأصل قانوناً باطنا أسماء بعضهم الضرورة وأسماه البعض الآخر ( اللوغوس » وربطوا الأشـــــــاء ربطاً محكماً لصدورها عن أصل واحد ، وأفلوطين أخذ بهذه الفكرة وذهب في تماسك العالم وتفاعل أجزائه إلى حد الإعتقاد بالتنجيم كالرواقيين وإضافة مفعولية ضرورية للصلوات والتعزيمات السحرية بمجرد أنها تؤدى على طقوس معينة ، فمال إلى هذه الناحية أيضاً وأدخل في مذهبه أحط العقائد القديمة إلى جانب. الشرق من التصوف العالي . ۹۷ – بعد أفلوطين : w D ا ـ ماخوس السوري الملقب بغورفور يوس ( ٢٣٣ – ٣٠٥) أنظهر تلاميذ أفلوطين . ولد في صور وعرف أفلوطين في روما سنة ٢٦٣ فلزمه واتبع طريقته. وجذب مرة واحدة في الثامنة والستين على ما يذكر هو . شرح محاورات أفلاطون الكبرى وشرح من مكتب أرسطو المقولات والأخلاق والطبيعة والإلميات . ووضع « المدخل إلى المعقولات » أجمل فيه الكلام على طبيعة النفس والعالم المعقول أخذا عن التاسوعات ، وكتاباً « في الامتناع عن اللحوم » نزع فيه منزع الفيثاغورية ، وآخر « في أخبار الفلاسفة ، مضى فيه لغاية أفلاطون ، بقى منه أجزاء ، ولكنه مشهور بكتاب « إيساغوجي » أي « المدخل إلى مقولات أرسطو » ( ۰۲ - د ) . وكتب أيضاً ضد النصرانية ودافع عن السحر والعرافة والتنجيم ا D