صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/337

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ثم كان لأرسطو مثل هذا الحظ عند السريان ، نقلوا كتبه إلى لغتهم ثم إلى العربية ، ولكنهم نقلوها عن شراح كانوا قد أدخلوا عليها شيئاً من التأويل الشخصي ، وأكابر هؤلاء الشراح إسكندر الأفروديسي (القرن الثالث للميلاد) ، وفورفور يوس المذكور آنفا ، ونامسطيوس ( القرن الرابع ) ، و يومنا النحوى (القرن الخامس) ، وسمبليقيوس (القرن السادس) . ونقل السريان أيضاً مختارات من التاسوعات الثلاث الأخيرة وأسموها « أوتولوجيا ( إلهيات ) أرسطوطاليس » ومختارات من « مبادئ الإلهيات ، لأبروقلوس وأسموها «كتاب المال » وأضافوها إلى أرسطو كذلك ، فقبلها الإسلاميون بهذا الاعتبار وبدا لهم ما فيها من صوفية إشراقية تتمة طبيعية لكتب الحكمة الإنسانية ، فجاءت (1) فلسفتهم مزيجاً من الأرسطوطالية والأفلاطونية الجديدة وهم لا يدرون ، غدا ا . اقتباسات أخرى من سائر المدارس اليونانية ، بحيث يتعين على الناظر في الفلسفة یا الإسلامية أن يرجع إلى كل هذه الأصول . ولما ترجمت الكتب العربية إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر ذاعت دراسة أرسطو في الغرب و بعثت فيه نهضة فكرية قوية تطورت إلى الفلسفة الحديثة . فالسلسلة متصلة الحاقات ، والفضل السابق . (1) ما خلا ابن رشد فانه أظهر أرسطو على حقيقته إلا بعض تأويلات خاصة .