صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/84

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

£ ۷۸ - فلاطون وقد بلغ الثمانين في أثناء حرب فيلبوس المقدوني على أثينا ، فلم يشهد ما أصاب وطنه من المحطاط لم تقم له من بعده قائمة . ا - لم يحدث لكتب أفلاطون مثل ما حدث لكتب الفلاسفة القدماء وأقرانه تلاميذ سقراط ؛ فإن كتبه حفظت لنا كلها ، بل وصل إلينا كتب عدة نسبت له من عهد بعيد مع شيء من الشك ، فقطع النقد الحديث بأنها منحولة وضعها بعض أصحابه أو بعض مقلديه . وليست كتبه مؤرخـة ولا موضوعة وضعاً تعليميا ولكنها محاورات كما قلنا كان يقيد فيها آراءه كلما عرضت فرتبها الأقدمون على حسب شكل الحوار أو موضوعه ، فقار بوا بين ما كتب في أزمنة مختلفة و باعدوا بين ما وضع في دور واحد : نسبوا له ست وثلاثين تأليفاً ، منها محاورات ومنها رسائل قسموها إلى تسعة أقسام سميت رابوعات لاحتواء كل قسم على أربع مصنفات . أما المحدثون فقد آثروا أن يرتبوها بحسب صدورها لمكن تتبع فكر الفيلسوف في تطوره ، فاستعملوا طرائق « النقد الباطن ، وأمعنوا النظر في خصائص كل مؤلف من حيث اللغة مفرداتها وتراكيبها ، ومن حيث الأسلوب الأدبي والفلسفي فقسموها إلى طوائف ثلاث تبعاً لتقاربها في هذه الخصائص ، ثم عينوا مكانها بعضها من بعض بالقياس إلى أسلوب « القوانين » (1) ما هو معلوم من أن هذا الكتاب آخر ما كتب أفلاطون ، فوضعوا في دور الشيخوخة المحاورات التي تشابهه ، وفي دور الشباب المحاورات المعدومة فيها هذه المشابهة ، الكهواة المحاورات التي تلتقي فيها خصائص الطائفتين ، فكان لهم دور ترتيب راجع فقط ؛ ولا يزال التقديم والتأخير ،وضم أخذ ورد . (۱) « الواميس * في الكتب العربية .