صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/88

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

سسه ۸۲ 30 - أسلوبه : ا ... المحاورة الأفلاطونية نوع خاص من أنواع الكتابة مجد فيها فنوناً ثلاثة مؤلفة بمقادير متفاوتة في الدراما والمناقشة والشرح للرسل . أما إنهـا دراما فإن أفلاطون يعين فيها الزمان والمكان وسائر الظروف ، و يعرض فيها أصنافاً من الأشخاص يصورهم أدق تصوير ، ويدمجهم في حوادث تستحث اهتمام القاري وتستبقي انتباهه إلى النهاية ، ولا تخلو محاورة مهما كانت الدراما فيها ضعيفة من النكتة والهجو . وأهم الأشخاص سقراط يظهر في جميع أدوار حياته ، ويظهر حوله بحسب المناسبات السوفسطائيون والفلاسفة والشعراء والشبان الموسرون والسياسيون مما يجعل كتب أفلاطون مرآة لعصره تعكسه في جميع جهاته وأما المناقشة فهي نسيج المحاورة ، هي بحث في مسألة ومحاولة لحلها يتمحيص ما يقال فيها ، يسأل سقراط محدثيه رأيهم فيناقشه ، فيتحولون إلى غيره فيناقشه أيضاً وهكذا . وقد ينتهى الحديث إلى نتيجة وقد لا ينتهي ، ولكنه على كل حال طلب للحقيقة بخلاف الجدل عند السوفسطائيين فإنه معارضة قولين لأجل المعارضة ، ومناظرة خصمين كل منهما مصمم على موقفه . – والشرح المتصل على نوعين في مؤلفات الدور الأول والثاني : هما الخطاب والقصة : الخطاب يؤيد قضية وبعـدر في الغالب عن محدثي سقراط يقلد به أفلاطون طريقة المتكلم ويغلو في التقليد ليهزأ منه ، والمتكلم سوفسطائي أو شاعر أو خطيب . غير أن أفلاطون استعمل الخطاب للتعبير عن فكرة في محاورات الكهولة والشيخوخة مثل فيدون والجمهورية والقوانين . وكانت القصة في البـدء حلية يزين بها أفلاطون كلام السوفسطائي أو الخطيب ، ولكنها وردت بعد ذلك. ومنـذ الدور الأول على لسان سقراط يسردها لا مندمجة في خطاب بل مستقلة بعد انتهاء المناقشة . ونحن نعلم أن القصة ء