صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/91

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

Ao وأمثالها من المرقليطيين الذين يردون المعرفة إلى الإحساس وبزعمونها جزئية متغيرة مثله ، ورأى سقراط الذي يضع المعرفة الحقة في العقل ويجعل موضوعها الماهية المجردة الضرورية . فاستقصى أنواع المعرفة فكانت أربعة : الأول الإحساس وهو إدراك عوارض الأجسام أو أشباحها في اليقظة وصورها في المنام . الثاني الظن وهو الحكم على المحسوسات بما هي كذلك . والثالث الاستدلال وهو علم الاهيات الرياضية المتحققة في المحسوسات . والرابع التعقل وهو إدراك الماهيات المجردة من كل مادة . وهذه الأنواع مترتبة بعضها فوق بعض تتأدى النفس من الواحد إلى الذي يليه بحركة ضرورية إلى أن تطمئن عند الأخير). وإليك البيان : د - الإحساس أول مراحل المعرفة ، ويدعى المرقيطيون أن المعرفة مقصورة عليه وأنه ظاهرة قائمة بذاتها متغيرة أبدا ليس لها جوهي تنتقوم به ولا قوة تصدر عنها ، ولكن لو كان الإحساس كل لمعرفة كما يقولون لاقتصرت المعرفة على الظواهر للتغيرة ولم ندرك ماهيات الأشياء ، ولصح قول بروتاغوراس إن الإنسان مقياس الأشياء و إن ما يظهر لكل فرد فهو عنده على ما يظهر ، 1 ، فأصبحت جميع الآراء صادقة على السواء المتناقض منها والمتضاد ، وامتنع القول أن شيئاً هو كذا أو كذا على الإطلاق ليس فقط في النظريات بل في السياسة والأخلاق والصناعات أيضاً ، فيستحيل العلم والعمل ، ولكنهما ممكنان فالقول مردود ، وهو مردود كذلك من جهة أنه ينكر الفكر كملكة خاصة ، والواقع أن الذاكرة والشعور بالتبعة ينقضان هـذه الدعوى من حيث أن الذكر يعنى دوام الشخص الذي يذكر . ثم إن فينا قرة تدرك موضوعات الحواس على اختلافها وتركبها ما في الإدراك الظاهري فعلم أن هـذا الأصفر حلو ، بينما الحواس لا يدرك كل منها إلا موضوعاً خاصا وتفوته موضوعات سائر الحواس . وليس يكفى لفهم اللغة (1) الجمهورية م 1 ص ٥١٠ - ۱۱ ،