صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/94

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۸۸ -- قبول النتيجة ولا يقنعه لأنه يأخذ المسائل من خلف ولا يستعمل إلا حيث يتعذر النظر المستقيم . ويلاحظ على هذه العلوم أنها لا تكفي أنفسها لأنها تنع مباحثها وضعا ولا تبرهن عليها باستخراجها من مبادئ عليا ، و يمتنع أن يقوم علم كامل حيث لا توجد مبادئ يقينية ، فالرياضيات معرفة وسطى بين غموض الظن ووضوح العلم . هي أرقى من الظن لأنها كلية تستخدم في الفنون والصناعات والعلوم وتعلمها ضروري لكل إنسان ، وهي أدنى من العلم لأنها استدلالية(1) و - والتجربة الحسية والعلوم الرياضية تستحث الفكر على الطراد سيره ، ذلك أنه يحكم عليها بأمور ليست لهـا بالذات وغير متعلقة بمادة أصلا ، كأن يرى الشيء الواحد كبيرا بالإضافة إلى آخر صغيرا بالإضافة إلى ثالث شبيها بآخر أو مضادا أو مبايناً مساوياً أو غير مسلو جميلاً خيراً عادلاً إلى غير ذلك من الصفات المفارقة للأجسام والمتعقلة من غير معاوية الحواس ، فيتساءل عن الكبر والصغر والنشابه والتضاد والتباين والتساوي والجمال والخير والعدالة وما أشبه ذلك كيف حصل عليها وهي ليست محسوسة وهي ضرورية لتركيب الأحكام على المحسوسات ، فيلوح له أنها موجودة في القل قبل الإدراك الحـي" . وهكذا يتدرج الفكر من الإحساس إلى الظن إلى العلم الاستدلالي إلى التعقل المحض مدفوعاً بقوة باطنة « وجدل ساعد ، لأنه في الحقيقة بطلب العلم الكامل الذي يكني نفسه ويصلح أساساً لغيره . ۴۲ - نظرية المثل :

ا - ولأجل المصاعد شرط آخر : فإن المحسوسات على تغيرها تمثل صوراً كلية ثابتـة هي الأجناس والأنواع ، وتتحقق على حسب أعداد وأشكال ثابتة (1) الجمهورية م 7 ص ٢٦ (ج) – ۵۳۲ (ب) . ه المواضع المذكورة وفيدون ص 15 – ٦٦ و ٢٤ - ۷۰ .