الأشياء وتحكم عليها . المثل معايبرنا الدائمة يحصل لنا العلم أولا وبالذات بحصول صورها في العقل ، فهى الموضوع الحقيقي للعلم ، وعلة حكمنا على النسبى بالمطاق وعلى الناقص بالكامل وعلى التغير بالوجود (1) الأسئلة كيف عرفنا هذه المثل وليس بيننا وبين العالم للعقول اتصال مباشر فيها تعلم ؟ إن شيئاً من التأمل بدلنا على أننا نستكشفها في النفس بالتفكير ، فحينها تعرض لنا مسألة تقع في حيرة وتشعر بالجهل ثم يتبين لنا « ظن صادق » يتحول
إلى علم بتفكيرنا الخاص أي يجدل باطن أو بالأسئلة المرتبة يلقيها علينا ذو علم . وما علينا إلا أن تجرب الأمر في فتى لم يتلق المنـلسة مجده يجيب عن إجابة محكمة ، ويستخرج من نفسه مبادى هذا العام . فإذا كنا نستطيع أن نستخرج من أنفسنا معارف لم يلقنها لنا أحد ، فلابد أن تكون النفس أكتسبتها في حياة سابقة على الحياة الراهنة (3) . كانت النفس قبل اتصالها بالبدن في صحبة الآلة تشاهد فيا وراء السماء ، موجودات « ليس لها لون ولا شكل » ثم ارتكبت إنما نهبطت إلى البدن ، فهي إذا أدركت أشباح للمثل بالحواس تذكرت المثل" . « فالعلم ذكر والجهل نسيان ، وكما أن الإحساس الحاضر ينبه في الذهن ما اقترن به في الماضي وما يشابهه أو يضاده ، وكما أنا نذكر صديقاً عنـد رؤية رسمه ، فكذلك نذكر الخير بالنيات بمناسبة الخيرات الجزئية ، وللتساوى بالذات والجمال بالذات بمناسبة الأشياء المتساوية أو الجميلة وهكذا ، فما التجربة إلا فرصة ملائمة لعودة المعنى الكلى إلى الذهن ، وما الاستقراء إلا وسيلة لتنبيهه ، أما هو في ذاته فموجود في النفس ومتصور بالعقل الصرف ی
(۱) نيدون والجمهورية في المواضع المذكورة . وفيدون ص ۷۸و۱۰۱۹۹۹ و ۱۰۲ . (۲) مینون ص ۸۰ --- ٨٦ . (۳) فيدروس ص ٢٤٦ وما بعدها ، وفيدون ص ۷۲ وما بعدها . (4) فيدون م ۷۰ و ۰۷۷