صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/99

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

يوجد المثال كله في كل واحد من هذه الأشياء ، وهذا يعني أن المثال متحقق كله في نفسه ومتحقق كله في كل واحـد من الأشياء أي مفارق لنفسه ، وهذا خلف ، وإما أنه يوجد مقسماً في الأشياء المشاركة فيه وحينئذ يفقد بساطته من جهة ، ويلزم القول من جهة أخرى أن جزء الكبير بالذات ينقلب صغيرا بالنسبة إلى كل الكبير ، وأن كل الصغير بالذات يصبح كي كبيرا بالنسبة إلى جزئه ، أي أن الشيء المشارك يصير على خلاف الشيء المشارك فيه : وهذا خلف كذلك . ثم إن الغاية من نظرية المثل إنما هو وضع جزئيات عدة تحت مثال واحد يقال عليها ، ولكن هذه الوحدة ممتنعة لأنه إذا ساغ لنا أن نضع الكبير بالذات فوق الكبار المتكثرة لتشابهها في هذه الصفة ، فإن نشابه المثال والأشياء الكبيرة يحتم علينا أن نضع لنفس السبب كبيراً آخر فوقها جميعاً . وهكذا إلى غير نهاية . وليس يعنى القول أن المثال تصور في العقل ، وأنه من حيث هو كذلك يمكن أن يقال على كثير من دون أن يفقد شيئاً من وحدته ؛ فإن العقل إنما يتصور بالمثال شيئاً حقيقيا في الماهية المشتركة بين كثيرين ، وهذه الناحية المشتركة في المثال فلم يتغير الموقف ، أما إن قيل إن نسبة الجزئى إلى المثال ليست كنسبة الجزء إلى الكل بل كنسبة الصورة إلى النموذج ، أمكن الإجابة أن النموذج في هذه الحالة يشبه الصورة : فيتمين أن نضع فوقهما نموذجاً آخر يشتركان فيه وهكذا إلى مالا نهاية ... ولكنه يسود فيقول إن هذه المعوبات ليست ممتنعة الحل ، وإنما يتطلب حلها عقلا متازا ؛ أما إذا وقفنا عندها وأنكرنا للمثل فلسنا ندري إلى أين توجه الفكر : أإلى التغير للتصـل فيمتنع العلم ؟ أم إلى الوجود الثابت فيمتنع السلم كذلك ؟ إن المثل « نقط ثابتة » فرق الاخير تفسره وعليها هي يقع العلم . ولكن ... f