بيروت في سنة ١٨٨٨ وهو اول المشروعات المهمة في سورية وبوشر العمل
به بعد تمهيد مصاعب شتى لان الاوربيين لم يكونوا ليسلموا أموالهم إلى بلاد لم
يعرفوا ثمرها ولم يختبروا أمرها فأهدته وقتئذ الحكومة الفرنساوية وسام
جوقة الشرف من رتبة الكاڤليير . ثم اخذ امتيازا آخر بتراموي بخاري
في دمشق لم يعمل به . ثم نال أيضا في سنة ١٨٨٩ امتياز الخط الحديدي
بين المزيريب في حوران والشام الى ستين سنة ورأى مشقات عظيمة لم
تثن عزمه عن السعي فغير من هذا الامتياز وزاده شروطا فيها منافع للدولة
استحق لأجلها الانعام بتمديده الى تسع وتسعين سنة وبالوسام العثماني
العالي من الرتبة الثانية ثم بنيشان الامتياز الذهبي ورقته الدولة الفرنسية
الى رتبة أوفيسيه بوسام جوقة الشرف وأهدته بعض الدول الاوربية
وساماتها.
فكان ذلك أعظم منشط لصرف قواه في سبيل خدمة مولاه وولي
نعمتنا المعظم فاستدعاه اليه وانعم عليه في شهر حزيران سنة ١٨٩٣ بامتياز
الخط الحديدي الكبير من رياق الى حمص وحماه وحلب والبيره جك على
الفرات مسافة ستمائة كيلومتر وهو من أهم الخطوط العثمانية الشرقية
ثم لما ابداه من الحكمة والدراية في كثير من المهمات التي عهدت
اليه ازداد تقدما وجاها وتقربا من المراكز العليا ، وعظمت منزلته في
البلاط الهمايوني حتى انتهى الى ذروة من المجد الباذخ لم يدركها من
قبل احد من اترابه.
ولما كثرت اشغاله ووفرت مهماته تنقل الى باريس وسكن تلك
المدينة العظمى متولجا فيها اشغالاً خاصة للحكومة السنية المقرب من كبار
رجال الحكومة الدولة الفرنسية وعظماء مموليهم وكان بيته محط رحال اكابر
القوم . ولما رقصت له بلابل السعد عقد له في ٢٩ كانون ثاني سنة ١٨٩٤
على فتاة باريسية نبيلة وهي فاني ابنة الجنرال کارو حاكم بزانسون العسكري