صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/124

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

أقدم من هذا العهد لولا ان التاريخ ينبئنا عن بعض حوادث حربية جرت فيها على عهد بني طغتكين وايام الاتابك عماد الدين زنكي وذلك قبل عهد السلطان صلاح الدين ، فلا يبعد ان العرب الاولين قد حصنوا الهياكل ومدوا سور البلد الروماني اليها واكملوه الى الإحاطة بالبلد منها ثم زادالا بو بيون وسلاطين مصر من الماليك في تحصيناتها ونقشوا أسماءهم على جدرانها وكان باب القلعة العربي في الزاوية القبلية الغربية ووراؤه اقبية وتعاريج تؤدي الى باب ثان ثم ثالث لتزيد العقبات في وجه العدو قبل ان يظفر بالقاعة وبعد الباب الثالث ممشى معقود وراء الهيكل الصغير يتصل بابنية السكن في البهو الكبير واكثره اليوم مردوم . وغربي هذا الامر آثار جامع مبني بالركائز المربعة وفي صحنه بركة مدورة وامامها المحراب وكان على اسم برهيم الخليل وقد ذكره زكريا القزويني في اثار البلاد ، ووراء الجامع للغرب أيضا برج" ذو ثلاثة طوابق ومرام للسهام يتصل من جهة بباب الجهة الأخرى بسورها ذو الثلاثة الطوابق من القناطر وفيها مرام للنبال . وهذا السور يحيط بالهياكل كلها على اربع جهاتها والقسم الأكبر منها مبني فوق البناء الروماني القديم تارة على قواعد عمد هيكل جوبيتر الشمسي وطورا فوق معابد البهو الكبير والمسدس والرواق المقدم الى ان يبلغ أمام الهيكل الصغير حيث تراه مبنيا على درج الهيكل ومنتهياً ارج كبير ( انظر الخارطة ) مبني على طرف درج الهيكل وهو الان ذو طابقين من البناء وقد كان ذا ثلاثة . وللبرج باب من الطراز العربي المقراص ووراءه باب صغير للطابق الأول بينهما فراغ يتصل بالطابق الثالث وقد كان لحماية الأبواب برمي الحجارة والزفت الغالي كلما تقدم العدو لتحطيها . و يهبط الى الطابق الأول بدرج ينتهي امام فسحة بنيت على جوانبها غرف و بينها قناطر وفيها كلها مرام للنبال وبجانب الباب الكبير باب صغير وامامه درج بصعد فيه الى الطابق ومن