صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/23

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٣

وفي وسطها بنآء يزعمون انه مدفن شيت بن آدم فسموا القرية باسمه وهو مزار يقصده الشيعة من انحاء البلاد ومن النبي شيت يصعد جنوبا الي قمة الهضبة ثم يهبط على عشر دقائق منها في مسلك وعر الى بطن واد يخترطه نهر يحفوفا فيشاهد مزرعة « جنتا » بين الاشجار الغضة . وهناك الحد الفاصل بين فضا بعلبك والزبداني . ومن ثم يجاري مجرى النهر صعودا نصف ساعة الى « يحفوفا » وهي في حضن الجبل فيها البساتين الكثيرة ومحطة لسكة حديد بيروت والشام ، و يطرد الصعود مجار يا مجرى النهر بين الاحراج الكثيفة الى ٢٠ دقيقة فيطأ جسر الرمانة حيث يتشعب منه ثلاث طرق مختلفة تؤدي كلها الى بعلبك ، ولمثان وعشرين دقيقة قرية " سرغايا " في لحف جبل اجرد غير ان للقرية بساتين نضرة يسقيها نبع غزير يلتقي باقيه بنهر يحفوفا واهل القرية يبلغون ستماية نفس من الشيعة وعلى مسير ساعة الى الجنوب الغربي مزرعة "عين حور" وفي ٢٥ دقيقة الى يساره يتشعب صعدا طريق اخر الى " بلودان" قرية جميلة على فئة الجبل يبلغ ارتفاعها ١٤٧٧ مترا عن سطح البحر . وعلى ثلاثين دقيقة منها "الزبداني " قرية كبيرة وقصبة قضاء تشكل حديثا باسمها تعلو عن سطح البحر ١٢١٣ مترا . وهي كثيرة البساتين والغياض تكثر فيها الاشجار المثمرة كالتفاح والنجاص والسفرجل فتصدره الى جهات مختلفة ، ماؤها غزير يروي اراضيها الواسعة الخصبة. وبقربها نبع بردى المشهور و يبلغ عدد اهلها نحو الثلاثة الاف نفس ثلثاهم مسلمون والثلث الاخر روم ارثوذكس وكاثوليك ومن الزبداني الى الشام سبع ساعات يماشي فيها المسافر الوادي الجميل ونهر بردى المتسلسل فيه ثم يدخل الصحراء وبعدها طريق العجلات حتى دمشق