صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/28

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٨


العاصي حيث تنشق الارض عن ماء عرام بملا محتضنا كبيرا في ظل اشجار الدلب والتين ، ثم يتدفق ضاحا الى مسيل من اللبوة . والى ثلاثين خطوة يجتمع بنبع آخر الفجر عن ماء ضحضاح فيضطربان و يعلو صوتهما كأنهما بسيرهما امتحاصرين بدو خان الارض و بذلان الصخور وهنا نهر العاصي والى جانب النبع مسلك لأكمة مصخرة جهة الشرق لا تبعد خمسماية خطوة وهي منحوتة نحتا عموديا يبلغ علوها ٩٠مترا . وفيها كهف يسمونه « دير مار مارون » قيل انه كان ماوى هذا القديس الناسك او البعض من تلاميذه . وله ثلاث طبقات مؤلفة من غرف كثيرة ومذابح و يصعد من الطبقة الواحدة الى الأخرى بدرج في الصخر منحوت كجميع ما فيها من الغرف . وقد تمنع فيه العرب او غيرهم فان فيه مرام للسهام وسردابا يوصله بالعادي القوي السير اسفل الوادي المشرف عليه ثم من هذا الدير الى « قاموع الهرمل » نصف ساعة إلى الشمال الشرقي . وهو مبني على تلة تشرف على جميع البلاد الواقعة بين مدينة حمص وجبل حرمون . وهو على قاعدة من الرخام الاسود البركاني ذات ثلاث درجات بلغ علوها مترا و١٠سنتيمترات وفوقها طبقتان من البناء. فالاولى ذات أفريز يمثل صور حيوانات يعسر تمييزها ما عدا إيلين على الوجه الشمالي وبعض وقائع صيد ، وعلو هذه الطبقة ٧ امتار وعرض كل وجه ٩، وعلو الثانية ٦ امتار. وفوقها هرم علوه ٤ امتار ونصف وهو اصغر حجارة مما سواه ومن دون هذا الطريق بين بعلبك والراس طريق العجلات المنشأ الى حمص بير « بقنة » في قلب السهل بعد ساعة وربع وعدد سكانها ( ٣٠٠نفس شيعة ) ثم في ساعة منها مزرعة رسم الحدث تابعة قرية « شوت ، وعدد سكانها ( ٦٠٠نفس منهم ٥٠٠ شيعة ١٠٠سنة) ثم اللبوة وقد مر ذكرها . ومنها يمر تحت النبي عثمان والعين والفاكية حتى ينتهي الى الراس