صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/4

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤

الاعمال واقل الاثار القديمة أهمية . اما هيكل بعلبك العظيم على ما اقتضى بناؤه من مئات الوف من الرجال في خلال مئات من السنين فلا الرومان ولا من قبلهم من الفينيقيين واليونان ولا من بعدهم من العرب الفاتحين ذكروا في ما وصل إلينا من كتاباتهم خيرا عن تار یخه او اثرا عن طرق بنيانه حتى تضاربت الظنون و تشعبت اقوال العلماء في نسبة الهيكل . فمن قائل انه فينيقي البناء واخر انه يوناني محض والثالث ان هذه دمغة الرومان وأسلوبهم في البناء وما زالوا يكتبون الفصول ويخوضون باب الجدال عفوا اذ لا يزيح الريب الا الاثبات وهذا مفقود في التاريخ الموجود

وفد اتاح الحظ لبعلبك أن زارها في العاشر من شهر تشرين الثاني سنة ۱۸۹۸ جلالة غيليوم الثاني امبراطور الألمانيين فأبت نفسه العلية على انشغافها بالعلم والفنون الا ان تخول أمته فخر التنقيب عن حقيقة أمر بعلبك فتظهر للعالم تاريخيا وتترك للبشر رسوم هياكلها كما كانت من قبل وعلى ما في الان حفظا لها من صدمات الدهر وغارة الايام . فوجه من اجل ذلك بعد استئذان الدولة العلية العثمانية أيدها الله من خيرة مهندمي حكومته بعثة يرأسها عالم مشهور في العاديات فاخذت في التنظيف والحفر والتنقيب حتى اتت على ترتيب العمل الجلل بأن كشفت ما هنالك للرومان والاوتان و ماتم بعده على يد البيزنطيين ودين المسيح ثم ما زاده من البناء غزاة الاسلام وقد تم لها ذلك من شهر أيلول سنة ۱۹۰۰ الى شهر اذار

على ان ذكر البعثة هذه يقضي على ذمتي بان أسدي اعضاءها الكرام الشكر الفايق لما لقيته عندهم من الملاطفة والمساعدة والاعتماد على بعض معلومات هذا العاجز و ارائه تلطيفًا منهم وتنشيطًا لما علموه من تفاني منذ الصغر في البحث عن اثار بعلبك . وقد كنت في ما نشرته سابقا في كتبي الفرنسية والانكليزية والألمانية متمسكا بامتن الأدلة وأصح الأقوال عن