صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/44

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٣

ثم يعمدون الى نقشها وزخرفها وجروا على هذه الطريقة أعواما ماء الا الى ایام قسطنطين الكبير في اوائل القرن الرابع - فامر هذا القيصر عندما تدين بالنصرانية بتوقيف العمل في هياكل بعلبك وكان من امره ان الدكة العظيمة ذات الحجارة الهائلة المحيطة بالهيكل الكبير لم تكمل وان محال كثيرة في الافاريز ومواقف الاصنام لم تنقش واقساما كبيرة من جدران الاقبية السفلي لم تنحت بعد معتقداتها القديمة ودخول النصرانية اليها : خدا به ما تقدم معتقد المشرق بعلبك وجعله اياها مدينته المقدسة وان المعبود الاعظم فيها كان البعل او الشمس. فيلا ملك اليونان و بعدهم الرومان سورية شايعوا الاهلين في عبادته واكرامه وسموه بجو بيتر وهو كبير الهتهم ولكنهم عبدوه بالصفة الوطنية اذ جعلوه الها شمسيا. وقد شاعت عبادة جوبيتر الشمسي في انحاء المملكة الرومانية كما كانت معززة سيفي سائر الاقطار الشرقية ، وقد بت شواعر التعبد له رجال الفرق السورية الذين كانت ترسلهم الامبراطرة لحماية أطراف المملكة وكذلك أهل التجارة الذين كانوا يقصدون امصارها البعيدة ، فقد وجدت كتابات كثيرة وتماثيل لهذا الاله الشمسي في رومة واثينا ومرسيليا ونيم وغيرها وكانها نصف جوبيتر بما وصفه به مكرو بيوس من حيث الهيئة وتمثله جالسا على قاعدة محمولاً من حيوانين و بيده السوط والصاعقة وباقة القمح التي هي من شعار هذا الاله " . وقد وجدت البعثة الالمانية صنمين لجوبيتر بعلمك اخذت احدها من كنيسة نيحا وكشفت الآخر في خرابات نبع اللجوج وكلاهما يمثله كما ذكر محمولاً من ثورين " (۱) بردیزه Perdrizet مجلة الدروس القديمة - نيسان -- حزیران ۱۹۰۲ (۲) راجع ما كتبه الولف في مجلة المشرق السنة السابعة - عن 3 * وجه ۱۰۱