صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/53

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

استشار قومه فيها يفعل فاشار عليه معاذ بن جبل بالنزال وقال ان البلد مشحون بالرجال والماشية ولا بدانهم يتضايقون ولا يسعهم البلد فاذا طال الحصار طلبوا الانفراج ، فاستحسن ابو عبيده را به وباتوا هناك الى الى الصباح يحرسون انفسهم . وفي ثاني الايام كتب ابو عبيدة الى اهل المدينة كتابا يخبرهم به اما ان يسلموا او يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون . مجمع هر بس الاعيان واستشارهم فاشار احدهم بالصلح وانقسمت الاراء بينهم فغضب هراس لانه كان يرغب في الانتقام ومزق الكتاب ورد رسول ابي عبيدة بلا جواب . فاخبر الرسول ابا عبيدة ان الأكثرين يرومون الحرب والقتال فخنق وقال لقومه اعلموا ان هذه المدينة في وسط بلادكم فإن تركتموها كانت وبالا عليكم . فزحف العرب الى السور ورماهم الروم بسهام كالجراد واذا بالروم يتساقطون عن الاسوار فسئل من وقع منهم عن السبب فقالوا اننا قوم من الانحاء اتينا نتحصن هنا فلما اشتدت الحرب وتضايق الروم جعلوا يرموننا عن الاسوار ثم اشتدت الحرب وكثر رمي النبال والحجارة حتى أن العرب لم تقدر على الدنو من الاسوار واضعفت سهام والات المعاهرين الاسلام حتى صدتهم عن المرام فرجعوا الى خيامهم وقرصهم البرد ليلا ، وعند الصباح أمر ابو عبيدة ان يشتغل العسكر عن الحرب بتحضير الا كل الحامية ، و بينا هم سيف ذلك هاجمهم جيش الروم ظنًا بفشل اقعدهم عنهم فاوقع بهم - فجأة على ات بسالة العرب كانت ارفع من ان تدركها قسمي المحار بين فثار وا باسرع من لمح البصر وحملوا عليهم بقلوب لا تُصاد بخوف وطعن لا ينزع بالمطاولة وكان في فرسانهم يومئذ عمرو بن معدي كرب الفارس المشهور وقد ابلى بلاء حسنا . فلقهقر الروم ودحروا الى المدينة غير انهم أصابوا من الاسلام غنيمة واسرى ورجع العرب الى خيامهم واضرموا نيرانهم . وامر ابو عبيدة ان يفرق الجيش فرقا املا باشغال العدو عن معظم قوته . وسيف صباح