ولايه يحيى باشا المغرب يقال له يحيى بن يحيى السويدي وأظهر العلم والورع . وفي نفوس الرعية من جور الجند ما الله به عليم وحكى أن رجلا من الجند كانوا نفوه لأرض الجزائر اذ كانت لجند طرابلس وهم الذين افتتحوها . فقدم مع رجل له قدم في الولاية والصدق مع الله فاستشارهم على أن يمكث بالبلد ويمشى صحبته الحج ، فأمنوا عليه وأمروه بادخاله فادخله ، فلما نزل الركب تاجوراء قتلوه فبلغه الخبر بذلك مع شكاية الرعية جورهم وفسادهم قدي الله عليهم ه فانتدب لذلك يحيى بن يحيى السويدي فدعا الله أن يذيقهم على يديه الحتف عسلاته فقام يحيى عليهم سنة ست و تسعين١ . وكان لسنا فصيحاً جواداً مقداما فأكرمه أهلها وبايعوه ، وتسامع به الناس فأتاه حاضر الوطن وباديه ، فخرج الجند اليه وهو بها فالتقوا بمسلاته فكسر الجند وقتل منهم محو الالف ، وأكثر من قتلهم أهل يزليتن و من حولهم وقويت نفوس الناس معه ، ودها الجند ومن تابعهم بداهية لم يسمع بمثلها . تم جند وقدم تاجوراء ، وانتقل منها وحاصر المدينة حصاراً شديداً حتى قارب الاستيلاء عليها فخذله شيخ العرب ابن نوير ٢ وأمكنوا الجند منه فقتلوه سنة ثمان وتسعين وتسعمائة وأرسلوا إلى السلطان مراد وأخبروه بما فعل ابن نوير، فكتب لهم في خراج البلد وجعل لهم منه سهماً وافراً وأمر بتعظيمهم حين القدوم الدار الملك بطرابلس ، فلم يزالوا عليها وفيهم بقية من ذلك الى وقتنا هذا . ولم تزل طرابلس التولي جندها الامر وطرحهم له شورى بينهم في تضعضع و تعب شديد والثورة قائمة في كل ناحية كان قيامه في زمن ولاية جعفر باشا وسامر المدينة سنتين
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/117
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
اسم الفصل
١٠١