مسمو ولاية محمد باشا الساكسلي 1-V اكتسب من أخلاق العرب وشجاعتهم فظهرت منه نجابة ، وكان محمد المذكور أراد أن يبطش بمريم بنت فوزه فمرض زوجها فأتاه يعوده واستصحب معه دواء وماً ودفعه له ، فلما تناوله خرج محمد من عنده فما بني الا يسيراً حتى قضى نحبه ، ولما خرجت مريم من العدة خطيبها قيل لنفسه وهي رواية الاكثر ، وقيل البعض علوجه وأمر بدخولها للقلعة فهى لها بيت، ورفعت ما كان بيدها له ، فلما استقرت بها أمر بها فقتلت واستولى على ما بيدها . تم دبر مع أحمد بن رقيعة حيلة في قمع محاربي الاعراب فأشار عليه بترتيب جده بري وأن يركبهم الخيل ، فرتب جنداً وأركبهم الخيل وولى قيادة جيشهم عمان الساكسلى لما ظهر منه من تجابة وشجاعة وصار يغز وأهاليهم فيأخذهم ، ويحتال على رؤسائهم فيأخذهم بالامان فيقتلهم ، حتى كسر شوكتهم وضرب الخراج على من استضعفه ودان له منهم ولم يزل هذا دأبه (1) إلى أن دخلت سنة تسع وخمسين وألف قات في ذي القعدة ليلة الجمعة لليلتين خلت منه وقيل سنة ستين وألف والأول أصبح . وكانت ولايته سنة أربعين وألف وقيل سنة اثنتين وأربعين وهي رواية الاكثر وكان موته بسم سحق له ووضع في تفاجة وأعطاه إياها طبيب الفرنجي كان أسيراً عنده - كما تدين تدان .. ولما أكل التفاحة اشتد به الألم وصالح بخازن داره رمضان حتى أحضره بين يديه فلم يسمع منه منه كلية سوی لفظة « أو علم أولدم» ومات ، ومعنى هذه اللفظة التركية ياولدي مت ولما مات أغلق رمضان المذكور دونه باب الدار ولم يدع أحداً من الغلمان الحاضرين يخرج إلا فلاما له يقال له محمد أرفورت، وأوصاهم بعدم الصياح وألا يخبروا أحداً من المخارج ، ونزل فأرسل خلف محمود كيخية
(1) أى حلب حمد باشا الساكسفى الثائرين عليه