صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/127

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
اسم الفصل
١١١

ولاية عثمان باشا يحكى أنه تحر في عيد أربعين جزوراً وثلاثمائة شاة ، ومدحه الشعراء . فوجه محمد باشا اليه عثمان بك في جند محصره بتاورغاء بلده ، و هو بلد وخيم له حمى شديدة الحر على مسافة ست ساعات . من مصراة راته أو أزيد بقليل ، وبه عين ماء عذب يشبه النيل ماؤها في الغزارة ومنه تنفجر الأنهار والجداول الجارية في البلد لسقي النخل، وبها من شجر النخل وضروب أنواعه ما لا يحصى كثرة . وأرضها سبخة ينقلب بها طعم الماء إلى الملوحة فاذار كه تمرر . صعبة المسالك لا يكاد يهتدي لمنازلها الخبير من صعوبة ذلك ، فحاصره بها ودخلها وقطع مخل بعض جهاتها، فالتقى الفريقان فوقعت الهزيمة في جند عثمان ، فلما رأى ذلك ترجل عن فرسه وأسند ظهره إلى تخلة و اخترط سيفه وأقسم لا يزول من محله الا أن تكون الكرة عليهم أو يموت ، وصاح بالجند وهو يحرضهم على الثبات ويقلل القوم في أعينهم ويقول : اثبتوا وأنا أكفيكم حتى رد عليه الجند، فوقعت الهزيمة على جير وانهزم بمن معه وخرج من البلد واستولى عثمان على حريمه وبعض أولاده ، فاستصحب الأولاد والحريم حتى نزل مصراته فترك الحريم بها وقتل أولاده بمحل السوق القديم بالبلد بقرية أولاد شوشان ، وهي قرية صغيرة غربي مدفن الشيخ زروق . دفنوا بموضع يقال له مسيد بن دخان بديم وسين مهملة بعدها مثناه تحتيه ودال مهملة آخر الحروف - خارج البلد بنحو ميل عنها لجهة الشمال، ولم يتركهم يدفنون مقابر المسلمين قال و كان مؤيداً بالنصر والظفر ، ما توجه لناحية إلا ظفر بها ، وكان في مداد چند محمد باشا وصهره رمضان وكان أهل فزان قتلوا حسيناً النعال كما ذكرنا سنة اثنتين وعشرين وأ وبايعوا الطاهر ولم يزل بها معتدل الحال الى سنة اثنتين وثلاثين والف قطني الطاهر وتجير وزاد في الخراج على الخرمان أهل وادي الآجال (۱) وهو واد متسع (1) قال الشيخ فالح في حواشيه على تاريخ النائب : وهم أسم من الجدير يعرفون بالحرمان

وألف