صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/133

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
اسم الفصل
١١٧

ولاية عثمان باشا ۱۱۷ ذهب إلى الخديعة على عادته ، فاظهر لهم الاسف والندم على تعبه اليها ، وقال لو علمت أن أوجله هكذا بليدة في صحراء ليس لها ضياع تقوم بها كنها ولا كثرة تخل ولا مياه ولا غيرها لما كنت قدمت البهاء ولا جبرت هؤلاء المساكين ، والله ما بي الا ذلك ، و أما أنا فلا يهمني التعب لان خادم السلطان معد لذلك ، وجعل يتأسف ويتأوه ويظهر الندم على ما فعله مع هؤلاء الفقراء المساكين المنقطعين في هذه الصحراء ، حتى لم يشك أحد منهم في ندمه وأخذ يقول لهم : ضعوا سلاحكم أبنها الفقراء ) وأريحوا أنفسكم ، واجعلونا في حل مما نا لكم بقدو منا عليكم ، وانا ان شاء الله أستريح يومين هنا وأرتحل منكم وان تراعوا بعد اليوم إن شاء الله ، فرجعوا إلى بلدهم ووضعوا سلاحهم واطمأنوا ، ولم يبق في قلب أحد منهم شك أنه نادم على صنيعه ، فلما كان الغداة أناه كبراؤهم و وسألوه أن يأخذ له من البلد شيئاً يعوض عنه ما صرف على جنده ، فقال : الامير غني عنكم لا يطمع فيكم ، وانا ان شاء الله أمضي إليه وأخبره بحالكم غير أني أطلب منكم أن تجملوه في حل من فزعكم وروعكم بسبب قدو منا عليكم ثم التفت الى الشيخ وقال : يا أحمد يا مسكين استوص بهؤلاء المساكين خيرا و أما أنا فلا أطمع فيكم، ثم سألهم أن يتركوه يدخل البلد يصلى الجمعة ، وعلى لهم ذلك بأن قال أراها وأخبر الأمير بحالها داخلا وخارجا ، وانقطاعها في الصحراء وقلة نخيلها وعمارتها وحالها ، لانه مجمع بها وربما ظن أنها من امهات الضياع ، وليس الخبر كالميان ، قاجابوه : حباً وكرامة ادخل، فدخل وصلى بها الجمعة وادخل معه بعض أصحابه ، وأمر الباقين بالاحداق بها فأحدقوا . ولما استم أصحابه بالدخول وجلس شكى اليه أهل البلد حالهم مع شيخهم وظلمه لهم وأخذه أموالهم ، فقبض عليه وسجنه وجمل يتتبع نجار البلد ويسلب أموالهم ويسجنهم ويسجن

(1) تطلق طلبة . الفقراء، عندنا على ارباب الطرق ، وتطلق على الذين لا شوكة لهم وليسوا أهل عصيبة