11A التذكار من النساء كل من لها مال حتى تؤديه، وبالغ في نهب أموالهم حتى نهب أقراط الصبيان من آذانهم وهي لا يزيد وزن الواحد منها على مثقال ، ولم يترك فيها ذهباً ولا فضة إلا أخذه ، وجمع ما فيها من رقيق ، وقيد الشيخ أحمد وأتى به وبنسائه وحريمه فضة و بنيه واخوته ومن له به تبع الى حضرة محمد باشا ، وكان ما جمعه منها من شيئاً كثيراً فضرب ذلك محمد باشا سكة زنة كل قرميل نصف درهم و أجراء في الصرف بأربعة طرائش، واستمرت تلك المسكة بطرابلس إلى أن ضرب خليل سكة ، وكانت لم تستمر في غير طرابلس وعملها من البلدان ، وكان له من الرأي و كمان السر ما لم يكن لغيره، وكان إذا أتاه كتاب لم يأمن عليه كاتباً قال البهلول : ومن عظيم ظلمه الفاحش انه كان اذا باغ أحد الشركاء عقارا ولو جزاً لا يتجزأ أغرم البائع وغير البائع مكس العقار كله ولو بيع قيراط واحد أخذ صاحب المكس مكنسه كله ممن باع ومن لم يبع، وربما كان من لم يبع يتها أو أرملة فظلهم بأخذ المكس، وهذا شيء لم يسمع به في ملة من الملل ، فلذلك كان المكس أولا ثلاثة من المائة فترقى إلى أن بلغ مكس العبد عشر ثمنه وأكثر ، وجعل على مطلق العبد القادم من فزان ريالا وغنا ، وسمي ذلك غفراً وأن كان الآتي به لم يسلم له إلا هو ، أو كان ضيفاً ، ولم يزل يترقى المكس بسبب ذلك إلى أن بلغ استلزام البائعين أربعة وعشرين ألفاً أن كان ألني ريال وخمسمائة بعد وكان جباراً على الرعية لا يرقب فيهم إلا ولا ذمة ، زاد في الخراج على القانون القديم شيئاً كثيراً ، وسلط عليهم القواد و لم يقبل منهم شكوى ، فان كثر عليه اللوم قال : ان القواد استلزموا بكذا فهل لكم أن تتحملوا بذلك ولا أخرج لكم قائدا فيتحملون بذلك لضرر القواد وسماع قولهم في الاهالي وعدم
سماع شكوي الاهالي فيهم . فبذلك لزم البلد الذي كان وظيفه أربعة آلاف عشرة