صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/136

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٢٠
التذكار

۱۲۰ التذكار ولم يول من حاشيته متأصلا في الاسلام منصباً ، وانما يولى المناصب : مثل قيادة الجيش و منصب الكاهية أحداث العهد بالاسلام : ولى قيادة الجيش ابن أخته وجب بك ، وولى الكاهية أولا محمد بن أخته ، ثم مات بالطاعون فأقم بعده ابن بنت أخيه سليمان، وكان قدم عليه أبناء ابن أخيه وهم على دين النصرانية فختنهم كرها وقيدهم على البلدان فظلموا ظلماً شفيعاً ولم يستطع أحد أن يشكوهم، وتعدى ظلمهم الى أن أحيوا منة عملاق بن طسم ، فكان أحدهم اذا زفت عروس إلى بعلها بدأ بها ظلاً واقتض بكارتها ثم يتركها لزوجها ، واذا أخبر بإمرأة جميلة في بلده الذي هو به قائد أرسل اليها و أتى بها كرهاً و فعل بها ما أراد، ولا يستطيع زوجها ولا غيره دفعاً ولا منعاً ، ومن أراد الشكوى منع الدخول الي الأمير عثمان ، وهذا شيء لم نسمح بمثله الا من علوق الاكبر ابن طلسم الحميري فقد ذكر المؤرخون أن قبيلتي طسم وجديس . وكانا أخوين ـ لما كثر عددهما أجمع رأيهم على أن يجعلوا ملكا منهم يرجعون اليه في مهمة أمر هم فملكوا عليهم عملوقاً واتخذ قبيله أعواناً وحاشية ، و لم يزل يأخذ من جديس الانارة ويقوي بها قومه ويزيد في الظلم إلى أن وقع المزيلة بنت مازن الجديسية واقعة ، وذلك أنها كانت تحت ابن عم لها ولها منه ابن طلقها قبل فطامه ، فلما تم فطامه أراد أخذه منها فأيت عليه ذلك فحاكها الى الملك عملوق ، فلما حضرت بين يديه قالت أصلح الله الملك إن هذا الولد ملته تسعاً ووضعته دفعاً ، وأرضعته شفعاً ، ولم أمل منه نفعاً ، فلما اشتدت أو صاله وحان الفصاله أراد أخذه مني كرها ليتركني برها .. أي ذاهبة العقل . . وقال الرجل أيها الملك أخذت مني المهر كاملا، ولم تنلني طائلا ، إلا ولدا جاهلا ، فافعل ما أنت فاصل : فأمر بالرجل فبيع وأعطى المرأة عشر ثمنه وباع المرأة وأعطى للرجل خمس ثمنها واسترق الولد ووضعه في جملة غلمانه ،

(1) كانت بالأصل : متهم