صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/186

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٧٢
التذكار

حدثني العارف بالله تعالى المحقق العلامة شيخنا سيدي محمد العياشي قال: حدثنا العارف بالله سيدي محمد اليمني ، قال:لما توجهنا إلى أرض المغرب ونزلنا برقة سألنا الله تعالى ببركته أن يجعلنا في جواره،لا تقرر عندنا أن زروقا له القيد العليا في أرض المغرب بعد موته ، قال فلم نزل في أمن وسعة إلى أن حللنا مدينة فاس وتوجهنا إلى أرض السودان ،فلما توغلنا فيه أصابنا حر شديد ولم يكن معنا من الماء شيء فسألنا الله تعالى وبركته، فبينما نحن في كرب واذا بداب عليه قرب ماء ومعه سائق حتى دنا منا و قال خذو السم بجواري من برقة ومثل هذا حدثني عبد الله بن أبي بكر المصراني البلالي ، قال : خرجنا من أرض فزان ومعنا رفقة وأدخلت نفسى في جوار الشيخ ، فبينما تجن ذات ليلة اذ حدثتني نفسى باعتزال الرفقة والمبيت عنها في جهة ففعلت فما فيأتي آخر الليل الا قطاع الطريق يوقعون برفقتي شراً ، قال:فقررت بلا زاد ولا ماء ولا خبرة لى بالطريق ، وكانت تلك الأرض قفرة لا يهتدي لطرقها الا خبير ماهر ، وقال بقيت ليلي وأنا أسمع قائلا يقول عن يمينك فاذا أو غلت في اليمين قال من شمالك حتى أصبحت ، فرأيت رجلا قصيراً يعنى أمامي فاذا هممت أن أدنو منه بعد عنى ، فاذا أخذت لغير القصد صلح لي الى جهة القصد الى أن أدخلني ودان يوم ثالث الوقعة ولم أحس بألم ولا عطش وكان زمان قيظ وبالجملة فكراماته بعد موته أكثر من أن تحصى، ولو تقيمنا ذلك الجمعنا فيه مجلداً ضخما، وفيها ذكرناه كفاية توفى رحمه الله تعالى سنة تسع وتسمين وثمانمائة ، ودفن في مصراته ، وكان استوطنها وانخرط في سلك أهلها ، وكان استقراره بجهة تكيران منها ، وتزوج من أهلها من أولاد الشيخ:الجعافرة ، وولد له منها وبقوا بعد موته ثم لحقوا به عن قرب، وليس له بها نسل ، ومقامه مشهور وتولى خدمته