صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/187

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
اسم الفصل
١٧٣

وأو قافله قوم من أهل سرت كانوا في سالف الزمن لهم تشبه بالصالحين ، ونشأ من يمدهم خلف أضاعوا الصلاة وأتبعوا الشهوات . وكان محل الشيخ معلوماً لقراءة القرآن العظيم يأوى اليه المتعلمون ، فلما غلب أولئك الخلف على الاوقاف وتجاذبوها بينهم أنقطع منه الطالب والمطلوب ، إلى أن وفق الله سبحانه و تعالى أمير المؤمنين احمد بن يوسف لرد النظر اليه فرفع أيدى مقتسم الوقف عنه ، و ولاء الفقيه الخير الصالح سيدي أحمد بن عمر وأخاه سيدي دخيلا سنة أربع وأربعين ومائة وألف ، فعاد المحل نشبه حالته الأولى ، ورد محصول الوقف لبيته ، و تتابع الطلاب والواردون ، وفق الله الامير لمثل هذا وأما كون علمائها عاملين بعلمهم فأمر غير خفي على من وقف على تاريخهم،أو شهد حالهم ، فقد كان بها الفقيه أبو الحسن بن النمر وأبو الحسن على بن ابن الخطيب ، وشيخنا العارف بالله تعالى سيدي أحمد زروق ، وقد تقدم ذكرهم

و الامام الحافظ الشيخ ابراهيم بن اسماعيل الاجدابي * وكان بها الامام الحافظ الفقيه أبو اسحاق ابراهيم بن اسماعيل بن احمد بن عبد الله الاجدابي اللواني الطرابلسي ، كان من أعلم أهل زمانه بجميع العلوم : كلاما ، وفقها ، ونحوا ، ولغة ؛ وعروضاً ، نظماً ونثراً ، وله تأليف جليلة وأسئلة مفيدة في الفقه وغيره : فمن تواليفه كتاب كفاية المتحفظ ، وكتابان

في العروض صغير وكبير وكتاب الرد على أبي حفص في تثقيف اللسان ، وشرح ما آخره ياه من الاسماء وبيان اعتلال هذه الياء . استوفى فيه جميع أحكامها على اختلاف أحوالها من تصغير وتكبير وغير ذلك يعنى بالفتوحات النذور وما يتصدق به على روح الميت أو يوضع على قبره من الزائرين بياض بالأصل يسع أربعة سطور