ولاية احمد القرمنلى ١٩٥ خليفة . وكان ذلك قبل سنة . سبع وعشرين . واشتد أمره على الرعايا ، وكثر تابعوه حتى عن ضعفاء العقول أنه الفاطمي الموعود به . وارتحل بتابعيه الى ناحية الجبل الأخضر فالتقى بخراج أوجله وأفدا على حضرة أمير المؤمنين فأخذه ، وأخذ خيل الجند الوافدين به ، فلما بلغ أمير المؤمنين ذلك توجه الى لقائه وكان هو توجه الى الجبل الاخضر وهاداء كبراء أهله وأعطوه مالا وأخذ من لم يعطله ورجع . ولم يكن لأمير المؤمنين علم برجوعه ولا اقامته بالجبل، فلما نزل الزعفران من أرض سرت خرجت من الجند طائفة تتصيد ، فالتقوا ببعض وراده و بعض قناص الصيد منه ، فأخذوهم وأخبروا أمير المؤمنين بدار الأعراب ، فارتحل من ليلته حتى صبحهم على حين فضلة فاستولى على أموالهم وحريمهم ، وقتل أخاه عبد التي وفر علي بنفسه ولم ينج من أبلهم وأموالهم الا ما قل ، ووجد ببيته الخراج المأخوذ تاماً منصوراً مظفراً ، وكان ذلك أوائل ، ورجع ربيع الاول سنة ثمان وعشرين ومائة وألف . فلما قدم المدينة أنشد بعضهم بين يديه قصيدة و بذل له فيها كثيرا ، وهي هذه : هذي جنائزهم وذا نفخر الورى بالنصر والفوز المبين مبشرا قل للجحافل يصبروا أو ينفروا فاليوم يوم دمائهم متحدرا جاء الصلاح الى الفساد فكيف لا يذر الفساد وأهله تحت الثرى ان اجحافل حان وقت وفاتهم فقناؤهم لا شك فيه ولا مرا وافاهم الدهر القوي و من سوى الد الأقوي على العدو بأقدرا هر فتزازت بلقومهم حال آنها ترکش مقدم جمعهم متأخرا واستسلمت طوها وكرها نحوه لما رأت ظفرا يقل مظفرا (1)
(1) بعد هذا بيتان في الاصل لم تستطع قرانهما فحدة: أها