۱۹۸ التذكار خلق لا يحصون كثرة ، وتقوى ظنهم فى أنهم يمتلكون وتوجهوا حتى نزلوا تاجوراء وفر منهم حسن الصغير في شرخمة الى الحضرة وخرجت لهم خيل أمير المؤمنين فأخذت منهم شيئاً كثيراً ، وعفا عن أصابه منهم إلا القليل ، وتفرقوا في البوادي يحمون رؤوسهم، فكاتبهم بالامان الا رئيسي الثورة : علي بن خليل و الترياقي ، فتوجه على بن خليل إلى مصر، وبقي الترياقي بالاعراب يتقلب في البراري . فلما كانت سنة ثلاث وثلاثين - ونحن يومئذ عصر بالجامع الأزهر قدم كتاب من الحضرة بتأمين على ان قدم تائباً ، فشكرنا عفوه وقدمنا على الحضرة . فلما نزلنا ( التميمي » أحساء ماء عذب ببطن وأد يبعد عن درنة مسير أخبرنا أن محمداً الملقب ( جانم خوجه ) أنى مطروداً من الحضرة السلطانية يوم. الأحمدية ونزل على بنغازي وبايعه كبراء الاعراب : عبد الله أبو طرطور الجبالي ، و صالح بن سليمان، وسليم بن جليد بن موسی و سار كبراء أعراب الجبل وبرقة ، ووافقهم أهل البلد. وكان صحبتنا في الركب الحاج على الماعزى وعلى ابن خليل، فوافينا جماعة من الجند كان أرسلهم أمير المؤمنين في بعض السفن فظفر بهم جانم خوجه ، وكنا أردنا الاقامة بالجبل لزيارة وويفع بن ثابت بن السكن الانصاري التجارى صاحب رسول الله - فلما وجدناه بها عجنا الى الحضرة فأخذنا من وجدناه من جندها، ورحلناهم وزودناهم - وسرنا حتى _ . مع انتهينا إلى ( المنعم ) - احساء ماء عذب شرقي مدفع (۱) وادي السكبريت ، . فرأينا جند أمير المؤمنين به و كبيره يومئذ ابراهيم تابعه متوجها إلى لقاء جانم خوجه ومن معه ، ونأول أمير الحج كتابا من أمير المؤمنين بالتحجير على بيع الخيل لغير الجند، فناولنيه أمير الحاج فقرأته وشكرنا الله على العافية . ونادى أمير الحاج في الناس : من باع فرساً لغير الجند فلا يلومن إلا نفسه ، وكان بيدى
(1) يستعمل الطرابلسيون كلمة مدفع الوادي، ودفعه ومصيه في الموضع الذى ينتهي اليه جريانه . ويركد فيه