٢٠٠ التذكار وثلاثين ومائة وألف ، فخرجت أعرابهم لارض «سرت» وأخرجوا أهلها منها كرها ، وأخذوا مواشيهم، وقد كان جعل صاحب الخيل ابراهيم موضع أخيه المقتول تداركه الله بالكاملف ، فلحق بهم في أرض سرت فأخذه و فرق جمعهم وهرب ابن الرئيس فلحقه بعض الاعراب ومسكه و قدم به على الحضرة فقتل صيراً . كما تدين تدان ونداه - أكرمه الله و وفقه - وحديث فضله سارت به أثر كبان شرقا وغربا وقصده الشعراء و الناس وامتدحوه . وأعطى عطاء يفوق عطاء مثله قصده محمد جركس ، وأحمد بك الأعسر، وأحمد بك الصغير، وعمر بك لما أخرجوا من بلادهم فارین بر ؤسهم فآمنهم وأكرم مثواهم ، وبعث كاهيته حسن الاحمر للقائهم وكان لما نزل الحاج مصراتة ومعه محمد چركس التقيت به وأكرمت منواء عملا بحديث ( راعوا عزيزا ذل وغنياً افتقر » . ولما كان له من منة على سيدي على - فلمسا الشتري الطرابلسي ومجاوري البلد بالازهر ، فأسر إلى الحديث في شأن أمير المؤمنين ووفائه بالقدمة ، فأخبرته ما صدقه العيان فشكر واطمأنت نفسه أصبح فقيه الكاهية بخيرات كثيرة والعام واسم. ولما قدم على الحضرة هيأ له عرصة أنيقة البناء وأسعة الفناء ، وأعد له فيها ما يليق بالهمة من فرش و مأ كل ومشرب من العسل والسكر. وبعث اليه وقر أربعة يقال لباساً من ثياب الملك والفراء الرفيعة ، وأقام في جواره مدة ، وانتقل الى أرض الجزائر فلم يجد من صاحبها ما وجده من حضرة الامير مع ما له عليهم من اليد ، إذ هو جاء في خفارة والد صاحبها ، وكان قدم عليه صحبة الحاج حاجا ، ووجده متنعا في بحبوحة الملك فأنعم عليه وأخذ بيده. ولما انقلب الحاج الى مصر وجد أن الله قد أزال النعمة عليه ، وفر عنهم إلى المغرب متمسكا بأذياله. وكان قدومهم عليه سنة سبع وثلاثين
ومائة وألف ، وأقام أحمد الاعسر ومن معه بجوار ابن أمير المؤمنين محمود بك