صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/34

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٨
التذكار

"A التذكار زلزلة ففر الناس منها فأنشد بعض الشعراء : ما زلزلت مصر من خوف يراد بها لكنها رقصت من عدلكم طربا ولما مات تولى أبو الفوارس أحمد بن علي بن الاخشيد ، وكان صغيراً لم يحسن الأمر، ولم يبق بمصر من تجتمع عليه القلوب بعد كافور، وأصابهم الغلاء ، وكانت المعز جواسيس بمصر في أيام كافور يراسلونه : « انك ان زال الحجر الاسود ملكت الدنيا ، يعنون به كافورا . فلما مات راسلوا المعزفوجه اليهم جوهرا القائد في مائة ألف فتسلم مصر بلا قتال فلما وطيء مصر وارتفعت منها الخلافة العباسية له القاهرة مفاخرة لبغداد بني العباس سنة ٣٥٨ وشرع في بناء الأزهر سنة يف ٣٥٩ وأتم بناءه سابع رمضان سنة ٣٦١ . ولما بلغه أمامها انتقل اليها المعز لدين الله محمد ، بن المنصور اسماعيل ، بن القائم بأمر الله ، من المهدي بأمر الله . الله عبيد ابن الحسين بن محمد ، بن قداح . وهو أول ملوك العبيديين . تولى خمسة وعشرين سنة و ثلاثة أشهر . وكانت ولايته سنة سبع وسبعين ومائتين ، وهو الذي ابتنى مدينة المهدية بأفريقية واليه تنسب . ثم تولى ابنه القائم بأمر الله أرض المغرب وافريقية وطرابلس اثنتي عشرة سنة وسبعة أشهر. ثم تولى ابنه المنصور مملكته اثنين وثلاثين عاماً . ثم تولى المعز المغرب وأفريقية وطرابلس ومصر أربعاً وعشرين سنة ، وكان انتقاله لمصر سنة اثنتين وستين وثلاثمائة كذا ذكر الشيخ مرعي في تاريخه مدة تولى كل منهم . ولم أره لغيره ، ولا يصح شيء من ذلك لمن تأمل كلامه، وذلك أنه اتفق على أن عبيد الله المهدي دعى ا له بالخلافة سبع وتسمين ومائتين وهو بسجلماسة ، ثم قدم أفريقية وافتكها من يد الشيعي وفي سنة أحدى وثلاثمائة جهز لطرابلس ومصر جيشاً فرد خائباً كما مر ، وحاصر طرابلس سنة ثلاث وثلاثمائة على يد ابنه القائم بأمر الله فافتتحها ، ولحق بمصر سنة ست وثلاثمائة ، وأخذ الاسكندرية وأكثر الصعيد ، ثم انتقضت عليه .

سنة