صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/35

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
اسم الفصل
١٩

استخلاف يوسف بن زيري ١٩ وقد ذكر أن مدة توليهم - غير المعز - تسع وستون سنة وعشرة أشهر منها ثلاثة تكملة الثلاثمائة ، وبقيت سبع وستون والأعمالة الا شهرين ، مقتضى ذلك أن ولاية المعز كانت فيها. وقد ذكروا أن المعز انتقل إلى مصر بعد أن أفضى إليه الملك سنة أثلتين وستين وثلاثمائة ، وأقام في الملك أربعة وعشرين عاماً، وهو يقتضي أن ابتداء ولاية الممر كان في سنة سبع وستين ، أولاً وآخراً تناقض لا يخفى ولما انتقل المعز سنة اثنتين وستين وثلاثمائة من دار ملكه التي هي صبرة (1) الى مصر، وعزم على اتخاذها دار ملكه . . وكان فيما يزعمون عنده أثارة من علم الحدثان عرف بها مصار أحواله ، وأهل الغنية من أعيان رجاله ، وكانت عنده ففي كلامه علامة الخليفته على الفريقية إذا صار اليه الملك يأنس بها أنس الكبير بذكر شيابه ، ويعرفها عرفان العاشق بديار أحبابه - دعى زيري بن مشاد ، وهو يومئذ من صنهاجة بمكان السنام من الغارب ، وبمنزلة الوجدان من نفس الطالب . وكان له عشرة من الولد. فقال ادع لي بنيك فقد علمت رأبي فيهم و فيك ، وكان أصغرهم سناً ، وأهونهم عليه شأناً يوسف ، فدعا بنيه سواء . فلما أحضر هم بين يديه نظر في وجوههم فأنكرها ، حين فقد تلك العلامة فلم يرها ، فقال لزيري : هل غادرت من بقيك أحداً ، فلست أرى لمن هاهنا منهم يداً ، فقال الا غلاماً ، وطفق يحفر شأنه والمقدار عناه وأعانه ويطوي أخباره، والاختيار يريد عليه مداره . فقال له المعز : لا أراك حق أراه ، فلست أريد سواء . فلما رآه عرفه ، وفوض إليه من حينه واستخلفه (1) صبرة : بالفتح ثم السكون ثم راء ، بلد قريب من مدينة القيروان ، وتسمى المنصورية . من بناء مشاد ابن بلكين، سميت بالمنصور بن يوسف بن زيري بن مناد . واسم يوسف بلكين الصنهاجي . والتصور هذا هو والد باديس والد المعز بن باديس، وكانوا مارك هذه التونسي، ومات المنصور هذا سنه ٣٧٢ وقد ولى مالك تلك البلاد ثلاث عشرة سنه وشهوراً، وقالى البكري ( صبرة ) متصلة بالقيروان بناها اسماعيل بن القاسم بن الله سنة ٣٣٧ واستوطنها ، له . جيد

معجم