و من الاسف الشديد أننا لم نصر المؤلف على ترجمة إلا ما استخلصناه أثناء مطالعه تاريخه هذا . ولم يترجم له النائب في تاريخه مع أنه عالة عليه في النقل من كتابه هذا وهو أجل قدراً وأهم من كثير ممن ترجم لهم
وان جهلنا تاريخ ولادة المؤلف ووفاته ، وشيئاً مما يتعلق بحياته فقد علمنا نسيته إلى اسرة ابن غلبون ، تلك الاسرة التي نبشت منبت الرئاسة والفضل وسرى في فروعها العلم ، فأخرجت للناس علماء في مختلف الأزمنة تقع بهم الناس ، ودوتوا في العلم دواوين تشهد لهم بسعة اطلاعهم في العلم وعلى كميهم فيه
فقد ذكر ابن خلدون في الكلام على آل سالم - وهم بطن من بني سليم - : ان مواطنهم بلد مصراته ومسلاتة ، ورياستهم في أولاد مرزوق ، وكانت في أوائل المائة الثامنة القلبون ابن مرزوق، واستقرت في بليه ، وهي اليوم الحميد بن سنان بن عثمان بن غلبون )
ولهذه الأسرة ذكر حسن في طرابلس ، وشأن يعرفه لهم ذوو الفضل الذين الذين يقدرون الناس قدرهم. ولا يزال لهذه الأسرة قسل يحفظ ما كان لها من فضل وأدب . وهو الاستاذ الشيخ أحمد بن محمد بن خليل بن محمد بن خليل بن محمد بن خليل غليون المؤلف ، وقد أراد أن يكون له الفضل في ابراز هذا الاثر الخالد فجده الفاضل ، فاسمع أنى اعتزمت طبعه حتى شجعني على المضي في هذا العمل وأعاننى على إكماله ، فهو بهذه الهمة قد أبر بجده وأحسن إلى أمته ووطنه، فجزاه الله خيرا