صفحة:حاضر المصريين.pdf/165

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٦٤

كتب مفيدة


كتابا تحرير المرأة والمرأة الجديدة

“ لسعادة العالم القانوني قاسم بك امين ”

ظلت الامم ازماناً تجهل تأثير المرأة في العمران . وان لها حقوقا وشأنا فيه . لا يقل عن حقوق الرجل وشأنه ان لم تكن أكثر. ولكن ما لبث هذا الجهل ان زال او تقلص على الاقل في الامم المتمدنة بنسبة ارتقائها في سلم العلم الصحيح وادركت ان أساس العلم والتربية هو المدرسة المنزلية واساس هذه المدرسة هي المرأة وانه بقدر ارتقاء هذه ترتقي هذه المدارس وبقدر ارتقائها ترتقي افراد الامة ايضا . ادركت هذه الشعوب بان المرأة خلقت مساوية للرجل في الحقوق وأكثر منه رقة في العواطف وسرعة في الخواطر وشغفا بالمحافظة على الآداب وان ما انزلها الى درجة الاستعباد خلافا لما تأمر به الاديان جميعها الّا تطرف الرجل وخروجه عن حد الاعتدال واستبداده وان هذا الحط مضرٌ فعلا بجسم الهيئة الاجتماعية ومفسد لقوامها وارتقائها اذ يترتب عليه ابعاد فئة كبرى من العمل المفيد بل ومن أكبر عمل يتوقف عليه التمدن الصحيح . فلما أدرك الرجال العارفون ذلك وثيث لهم ان سعادتهم لا تتم الّا برفع اجحافهم عن النساء واعطائهن مركزهن الطبيعي الذي اقرتهن عليه الشرائع هان عليهم التجاوز شيئا فشيئا عن الاستبداد وساعدهم على ذلك ما شعروا به من الارتقاء وتوفر أسباب الهناء والعمران ، هذه حقائق راهنة يكفي معرفتها للاقتناع بصحتها وهذه شعوب اوربا كلها دلائل ساطعة عليها . ولكن لما قام حضرة العالم الباحث سعادة قاسم بك أمين يحدث اهل بلاده بها قوبل بالسخط والازدراء و يا ليت هذا من فئة الأميين وسطحيي المعارف فقط الذين ألفوا استعباد المرأة واعتبارها أحط منهم قدرا واتخاذها متاعاً من امتعة البيت والدين يأبى ذلك