صفحة:حاضر المصريين.pdf/167

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٦٦ السياسة

وعنادا وليت قومنا يعتنون بالتعليم والتربية مع وجود الحجاب بينهم ويظهروا لنا قوة عزيمتهم وشدة اهتمامهم ويحيون اسم الدين في منازلهم وفي قلوب ابنائهم وبناتهم تكون لنا تربية حقة وتعليم صحيح - اما 《تحرير المرأة》 ومساواتها بالرجل في كل الشؤون فلا يشمل الا في العلاقات الدنيوية السياسية النظامية وهذا ما يوافق عليه كل من بحث في المسألة باستقلال نظر

فان كان هذا هو نصيب مثل هذه المؤلفات في هذه البلاد فلا عجب أن قلت فيها وضعف الاهتمام والاشتغال بها

♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦

السياسة

السياسة عند كل امة متمدنة علم كسائر العلوم الاجتماعية . له اصول وروابط يتقيد بها و يسير عليها . وما شذ عنها فهو خرق في السياسة لا يمكن التعويل عليه ولا تعليل النفس به اذا مست الحاجة اليه ، وله مدارس خاصة به واهمها الدهر والتاريخ ولا ينجح به الا من كان منذ نعومة أظافره ميالا اليه فيتعلمهُ في كل آونة وهو لا يعلم بهِ ، لا ، لأنه غير شاعر به . بل لان ذلك اصبح عادة لديه اذا تركها في ذاته شيئاً غائباً عنه فيتطلبهُ حتى يجدهُ ويكمل به ما نقص منهُ . ومن لفظة السياسة يفهم الغرض منها اي مسايرة الزمن واغتنام فرصه في معرفة المراتب الدينيّة والاجتماعيّة الفاضلة والمؤذية ووجه استيفاء كل واحد منها وعلة زواله ووجه انتقالهِ . ولا يستغني عن السياسة احد من الناس مادام الانسان مدنياً بالطبع ويجب عليه اختيار المدنيّة الفاضلة مسكنا والهجرة عن المؤذية وان يعلم كيف ينفع اهل مدينته و ينتفع ولا يتم ذلك الا بالسياسة

ونقصد الآن ما دمنا قد بينا ما تقدم الكلام على علم السياسة عندنا المنتشر في