صفحة:حاضر المصريين.pdf/195

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الغناء والحماسة

فاذا تساهلنا وفرضنا ان كل خمارة او بيرة أو قهوة من هذا العدد تبيع يوميا بنصف جنيه لا غير فانهم يبيعون في السنة بمليون وسبعمائة وثلاثين ألف جنيه وكسور ثم لو فرضنا ان سائر محال الخمر والقهاوي في جميع القطر بمقدار ما في العاصمة فقط يكون مقدار ما يصرف في الخمر وعلى القهاوي والرقص وغيره يساوي مبلغ ثلاثة ملايين وأربعمائة وستين الف جنيه وكسور

كل هذا المبلغ الذي دونه دخل بعض الممالك الصغيرة في اوربا يذهب من أيدي الوطنيين اسرافاً وتبذيراً سنوياً في شرب الخمر وعلى التفرج على الرقص والقصف والخلاعة وعلى القعود في القهاوي

ثم لو زدنا على هذا ما ينفقة الشبان الجهلاء الذين يرثون من المال ما لا يحصى مقدارهُ ويبذرونهُ في اماكن المقامرة المستورة وغير ذلك لضوعف المبلغ اربع او خمس مرات

فاي مصري عاقل لا يتفطر قلبه اسى واسفاً على أمة هذا مبلغ حالتها في التبذير واي انسان لا يتحسر على مال ينفق بلا نفع أدبي يعود على البلاد وتربية ابنائها وكيف يؤمل حفظ كيان أمة بغير الثروة وهي حياة الممالك . أو يؤّمل لها مستقبل حسن . وغاية شبانها وكهولها التبذير والاسراف الذي يزيد البلاد تعاسة وتأخراً " فأما من أعطي و اتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى * صدق الله العظيم

★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★

الغناء والحماسة

الغناء صدي النفس الصادر من اعماق القلب بعد احتكاكه بالعواطف والحاسيّات . وهو المشاهد العدل على الاميال الغريزيّة في الانسان . والواسطة لتجرد الانسان عن الاشياء الحسيّة وتعلقه باهداب العقليات والتوسع في الافكار